أخبار العرب في أوروبا – عواصم
تسابق فرق الإنقاذ في سوريا وتركيا الزمن بعد مرور قرابة 72 ساعة على وقوع الزلزال والذي أودى بحياة قرابة 13 ألف شخص لغاية الآن، حيث دخل المحاصرون تحت الإنقاض في الساعات الحاسمة.
وبعد مرور 3 أيام على وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، فإن أصوات المحاصرين بدأت تخف تحت الأنقاض، إذ أن مرور 72 ساعة بدون ماء قد يكون سببا إضافيا لوفاة المحاصرين.
ومع ارتفاع اعداد القتلى كل ساعة، فإن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يصل العدد إلى 20 ألفا في البلدين، كما أكدت أن عدد المتضررين بالزلزال المدمر بلغ 23 مليونا.
وتصارع فرق الإنقاذ الأمطار الغزيرة والثلوج أثناء سباقها مع الزمن من أجل العثور على ناجين تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر.
وفي الوقت الذي وصلت فيه فرق الإنقاذ من كل حدب وصوب إلى تركيا، وبنسب أقل إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بقيت مناطق سيطرة المعارضة السورية دون أي مساعدة عربية أو دولية، باستثناء فريق مصري الذي وصل لمساعدة الدفاع المدني المنهك هناك بشدة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغانة قال الأثنين، إن المناطق المتضررة من الزلازل منطقة كوارث. وقرر فرض حالة طوارئ فيها لمدة ثلاثة أشهر، مضيفا أن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وإن أنقرة تخطط لفتح فنادق في مركز السياحة في أنطاليا، غربي البلاد، لإيواء المتضررين من الزلازل بصفة مؤقتة.
وتتعرض حكومة أردوغان لضغوط متزايدة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي بسبب ما يعتبره معارضون رد فعل بطيء إزاء أشد زلزال يضرب تركيا منذ نحو قرن.
وكان الإمارات أعلنت تخصيص 100 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة من الزلزال في سوريا وتركيا، كما أعلنت فرنسا وألمانيا من بين القوى العالمية التي سارعت إلى التعهد بتقديم المساعدة لتركيا.
وفي الوقت الذي لا تمثل فيه وصول المساعدات إلى تركيا مشكلة، تكافح منظمات الإغاثة والدول الغربية من أجل توفير خدمات لوجستية وإرسال مساعدات طارئة إلى سوريا، خصوصا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال مارك شكال، المسؤول عن العمليات في سوريا نيابة عن منظمة أطباء بلا حدود: “ما تزال سوريا منطقة رمادية من الناحية القانونية والدبلوماسية”.
ويعيش نحو أربعة ملايين نسمة من السوريين المتضررين من الزلزال في مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد.
وأمس، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن الزلزال والهزات الارتدادية التي دمرت عشرات الأبنية في تركيا وسوريا ربما تسببت في مقتل آلاف الأطفال.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم المنظمة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف: “الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا ربما قتلت آلاف الأطفال ”، مضيفا أن المنظمة لم تتمكن من تحديد حصيلة محددة للقتلى من الأطفال.
بدوره، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، باستجابة دولية، قائلا إن الكثير من الأسر المتضررة من هذه الكارثة كانوا “بالفعل في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في مناطق ينطوي الوصول إليها على تحدي”.
اقرأ أيضا: ألمانيا تدعو للضغط على النظام السوري حتى تصل المساعدات لضحايا الزلزال بمناطق المعارضة
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء:”لا تزال تعمل المستشفيات والفرق الطبية، إضافة إلى فرق الإنقاذ، بكامل طاقتها، منذ فجر الاثنين في ظل عجزها استيعاب حجم الكارثة، في حين يشارك المواطنون من مناطق مختلفة في الشمال السوري، في عمليات الإنقاذ جنبا إلى جنب الفرق، لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، في ظل عدم وصول المساعدات من آليات حفر وكوادر لاستخراج العالقين وإزالة الركام”.
وأضاف المرصد في بيان:”ارتفاع أعداد الضحايا يعود لعجز الفرق الطبية عن إنقاذ أرواح المصابين في ظل النقص الحاد بالمستلزمات الطبية والإسعافية والأدوية، وتأخر وصول الفرق لكثير من المناطق المتضررة”.
وشدد البيان بالقول:”المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب الجهات الدولية بالتدخل الفوري لإنقاذ المصابين والوقوف على الكارثة الإنسانية، في ظل ضعف فرق الإنقاذ السورية، كما يطالب السلطات التركية باستقبال الجرحى وإدخال فرق طبية تركية للمساعدة في عملية الإنقاذ”.