أخبار العرب في أوروبا – سوريا
انتقد رئيس منظمة “الخوذ البيضاء” التابغة للمعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، بقرار الأمم المتحدة الذي منح رئيس النظام السوري “بشار الأسد” الفرصة في أن تكون له كلمة بشأن تقسيم مساعداتها عبر المعابر الحدودية مع تركيا، معتبرا أن هذا يمنحه “مكاسب سياسية مجانية”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” قال أمس الإثنين، إن رئيس النظام السوري وافق على السماح للأمم المتحدة بتسليم مساعدات إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة عبر معبرين حدوديين من تركيا لمدة ثلاثة أشهر. فيما تتزايد أعداد النازحين عن منازلهم في شمال البلاد جراء الزلزال
ونقلت وكالة “رويترز ” عن رائد الصالح رئيس منظمة “الخوذ البيضاء” قوله، إن”هذا أمر صادم ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة”.
وتتماشى تصريحات “الصالح” مع المشاعر التي أبداها معظم السوريين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي دمرها زلزال عنيف فجر يوم 6 فبراير/ شباط الجاري.
ويعيش في تلك المنطقة أكثر من 4.5 مليون من بينهم أكثر من 2 مليون شخص تم تهجيرهم من مناطقهم في البلاد خلال السنوات العشر الماضية هربا من الحرب التي شنها نظام الأسد ضد معارضيه عبر القصف الجوي والمدفعي، فضلا عن الاعتقالات التعسفية، وفق ما تؤكده تقارير حقوقية دولية.
وكانت تقارير خرجت من مناطق سيطرة النظام السوري خلال الأيام الماضية، تحدثت عن عدم وصول أغلب المساعدات التي وصلت من عدة دول عربية وأجنبية لمستحقيها، مع حديث عن فساد مستشري في جميع مفاصل المؤسسات التابعة للنظام.
كما خرج العشرات في مناطق سيطرة النظام السوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا عدم وصول المساعدات للمتضررين، وبعضهم نشر فيديوهات توثق غياب أي مساعدات للمتضررين وبيع المساعدات في الأسواق.
وبإلاضافة لمناطق شمال غرب سوريا الخاضعة للمعارضة، فقد تأثرت العديد من المدن والبلدات الخاضعة للنظام بالزلزال لاسيما مدن حلب واللاذقية وجبلة، وتسبب بمقتل أكثر من ألفي شخص فضلا عن عشرات آلاف المشردين.
من جهة ثانية، أكدت “الخوذ البيضاء” اليوم الثلاثاء أن عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض على وشك الانتهاء في شمال غرب سوريا بعد 9 أيام من الزلزال المدمر.
اقرأ أيضا: انتشال ناجين بعد 200 ساعة تحت الأنقاض في تركيا
و”الخوذ البيضاء” التي تمثل الدفاع المدني تضم قرابة 3 آلاف متطوع، كانت خلال السنوات الماضية تعمل على انتشال الجثث والناجين من بين أنقاض المباني التي كان نظام بشار الأسد يدمرها عبر الطيران أو القصف المدفعي -بحسب توثيق منظمات حقوقية- فضلا عن مساعدات أخرى تقدمها المنظمة لسكان المنطقة.
وبعد وقوع الزلزال كان للخوذ البيضاء دور أساسي في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المنطقة، رغم غياب الدعم الدولي والعمل بمعدات وصفت بأنها بدائية وبسيطة.
إلى ذلك، ارتفع حصيلة القتلى في عموم المناطق السورية إلى أكثر من 5800 شخص حتى صباح اليوم الثلاثاء، اعتمادا على الأرقام الصادرة عن المؤسسات الطبية في مناطق المعارضة ووزارة الصحة التابعة للنظام.