أخبار العرب في أوروبا – متابعات
ودعت أم سورية طفلها الصغير الذي توفي في غابات صربيا بردا، قبل عدة أيام، وذلك أثناء رحلة لجوئه إلى أوروبا، عبر اتصال فيديو مشترك مع أحد الشباب الذين كانوا بجانب الفتى، بحسب مقطع فيديو نشرته “مجموعة الإنقاذ الموحد” على الفيس بوك المعنية بأخبار اللاجئين.
وقالت المجموعة الإنسانية أن والدي الطفل مرهف سلعس البالغ من العمر 15 عاما، قاما بتوديع ابنهما عبر اتصال فيديو، حيث تم توثق لحظات وداع مؤلمة وحزينة للعائلة السورية التي هاجرت إلى تركيا هربا من النظام السوري.
وأشارت إلى أن “مرهف” من مواليد العاصمة دمشق، وتعيش عائلته المكونة من ثلاثة صبيان وبنت متزوجة بظروف إنسانية صعبة في مدينة إسطنبول.
وذكرت أن الأم اضطرت للعمل في تنظيف البيوت لإعانة أطفالها وتأمين لقمة العيش لهم وسط موجة الغلاء الكبيرة، فيما والده يعيش في سوريا بعد انفصاله عن زوجته.
وأوضحت “مجموعة الإنقاذ” أن الفتى السوري قرر السفر إلى أوروبا بحثا عن عمل ولكي يساعد عائلته ويخفف من معاناتهم، مؤكدة أنه توجه أولا إلى اليونان ثم وصل إلى رومانيا التي تم فيها القبض عليه وترحيله إلى بلغاريا حيث عاش مدة 6 أشهر، حيث رفضت بعدها السلطات طلب لجوئه على اعتبار أنه قادم من بلد آمن (تركيا).
وأضافت أنه تم إرسال الفتى الصغير مع 11 شخصا، وقبل وصولهم الحدود الصربية أكملوا طريقهم سيرا على الأقدام، ثم عاد ثلاثة منهم إلى بلغاريا وبقي 8 أشخاص تم إبلاغهم أن مدة السير 4 ساعات فقط، فامتدت يومين ونصف، الأمر الذي تسبب بانفصال المجموعة وبقاء مرهف مع شخصين آخرين وهو بحالة تعب شديد.
ونقلت المجموعة الإنسانية عن صديق “مرهف” المنحدر من مدينة حماة، قوله، إن الفتى الصغير مر بظرف صعبة بسبب البرد ولم يعد يستطيع المشي كما بدأ وضعه الصحي يتدهور بشكل كبير.
وأكد للمجموعة أنه عندها قاموا بإبلاغ الشرطة والإسعاف بالوضع لكن لم يحضر أحد، وفي اليوم التالي توفي مرهف في منطقة ديمتروف غراد فقام صديقه بالذهاب إلى المدينة المجاورة وإحضار الشرطة إلى مكان الجثة.
اقرأ أيضا: عائلة سورية بتركيا نجت من الزلزال ثم قضت في حريق داخل منزل لجأت إليه
وأثبت التقرير الطبي الصادر عن المستشفى الصربي أن الفتى المهاجر توفي بسبب البرد، على إثرها تم دفنه في صربيا على الطريقة الإسلامية بمساعدة منظمة محلية.
كما تم عبرها إجراء محادثة فيديو بمشاركة عائلة الضحية والمستشفى للتأكد من المتوفى، وفق ما أكدته “مجموعة الإنقاذ”.
فيديو نشرته “مجموعة الإنقاذ الموحد” يوثق لحظات وداع مؤلمة وحزينة للأم والأب أثناء الوداع الأخير لابنهما الذي توفي بسبب البرد في صربيا