أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
أصدرت المحكمة الإقليمية في العاصمة الألمانية برلين، اليوم الخميس، حكما بالسجن مدى الحياة المشدد ضد الفلسطيني “موفق دواه” لارتكابه جرائم ضد الإنسانية خلال قتاله إلى جانب قوات النظام السوري، خاصة مجزرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق عام 2014.
وجاء الحكم بعدما أدين المتهم في القضية التي باتت تعرف بـ”مجزرة ساحة الريجة” التي ارتكبها الرجل الملقب بـ”سفاح اليرموك”، وذلك في إطار المحاكمات التي تشهدها ألمانيا لبعض المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا.
ويقول الادعاء العام إن المتهم أطلق قذيفة على تجمع لمدنيين في مخيم اليرموك كانوا ينتظرون تسلّمهم مساعدات من وكالة الأونروا، في 23 مارس/ آذار 2014، ما أدّى إلى مقتل سبعة وجرح عشرات آخرين.
ولم تقتصر التهم فقط على استهدافه للمدنيين، بل أيضا تم أخذ انتمائه لجماعة حاصرت مخيم اليرموك في الاعتبار، إذ أدى الحصار الذي تم فرصه على المخيم لتجويع السكان ووفاة العشرات.
وفي مرافعته الختامية، تطرق المدعي العام لكل شهادات الشهود، مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك، أن المتهم هو من قام بإطلاق القذيفة التي قتلت على الأقل سبع ضحايا وجرحت ثلاثين شخصا، وطلب الحكم عليه بالسجن المؤبد المشدد من دون إمكانية إطلاق سراحه.
كما يتهم “دواه” الذي ينتمي لميليشيا “فلسطين الحرة” التابعة لأجهزة أمن النظام السوري، بارتكاب جرائم تعذيب واغتصاب خلال الفترة التي كان يوجد فيها على ما يعرف بـ”حاجز البطيخة”، على مدخل مخيم اليرموك، إلى جانب عناصر من ميليشيا “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة” وعناصر الأمن العسكري التابعين للنظام السوري.
بدوره، أكد المحامي باتريك كروكر، من المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان، ما ذكره المدعي العام، مشددا على أن “جريمة المتهم لا تقتصر على جريمة الحرب موضوع الملف، ولكنه أيضا ارتكب جريمة ضد الإنسانية بمشاركته بالحصار القاتل لمخيم اليرموك، مما دفع الناس للموت جوعا أو بسبب نقص الأدوية”.
كما أكد المحامي “وجود الضحايا متجمعين لتسلّم المساعدات وقت إطلاق القذيفة هو أساسا بسبب الحصار الخانق، الذي تعرضوا له بسياسة ممنهجة تعد جريمة ضد الإنسانية”.
وحاصرت ميليشيات فلسطينية موالية للنظام السوري المخيم الذي يسكنه لاجئون فلسطينيون إضافة لمواطنين سوريين، بين عامي 2013 و2015 وحرمت السكان من الطعام والماء والرعاية الطبية.
وكان المتهم مقاتلا في إحدى هذه الميليشيات”فلسطين الحرة”. ويوم وقوع الأحداث كان مكلفا بنقطة تفتيش لمراقبة قيام الأونروا بتوزيع مساعدات غذائية.
وقد يكون أطلق النار على الحشد “للانتقام ومعاقبة سكان الحي العزل” وفقا للقاضية ديليا نومان التي ترأست الجلسة.
وقال الادعاء إنه كان “لا يزال غاضبا” بعد مقتل ابن أخيه قبل يومين على الأرجح على يد عناصر في “الجيش السوري الحر” المعارض للنظام.
ولجأ المتهم الفلسطيني إلى ألمانيا عن طريق لمّ شمل من قبل زوجته عام 2019. لكن أحد ضحاياه يدعى “عمار حجو” الذي لجأ إلى ألمانيا أيضا عام 2015، قدّم شكوى بحق الرجل عند علمه بسفره.
وقد اعتقلت السلطات الألمانية المتهم في 4 أغسطس/آب 2021. علما أن محاكمة الرجل بدأت في أغسطس/آب 2022، على مدار 28 جلسة، والحكم الصادر غير نهائي وقابل للاستئناف.
وفي حال تم تثبيت الحكم بالمؤبد المشدد لن يستطيع المدان حينها تقديم طلب بالإفراج عنه بعد مرور 15 عاما، وعلى عكس الحكم المؤبد العادي.
اقرأ أيضا: صحفي مشهور يحاول تهريب طبيب سوري من ألمانيا مُتهم بارتكاب جرائم حرب
يذكر أن محاكمة “دواه” هي الرابعة من نوعها في ألمانيا فيما يخص الحرب السورية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيها ضد معارضين ومدنيين سوريين، إذ سبقها محاكمة الطبيب السوري “علاء موسى” مطلع العام الماضي لقتله وتعذيبه معتقلين معارضيين للنظام السوري، ولاتزال محاكمته مستمرة مع توقعات بالحكم عليه بالمؤبد المشدد.
كذلك، تمت محاكمة العقيد السابق أنور رسلان في 13 يناير/كانون الثاني 2022، مدى الحياة (15 عاما) لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، إضافة لمحاكمة عنصر الاستخبارات السابق إياد الغريب في 24 فبراير/شباط 2021 بالسجن أربع سنوات لضلوعه في جرائم ضد الإنسانية خلال تواجده في سوريا.
