بمناسبة ذكرى الثورة السورية.. تدشين تمثال الفيلسوف أبو العلاء المعري في باريس
أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ 12 للثورة السورية، تم يوم أمس الأربعاء تدشين تمثال للشاعر والفيلسوف السوري “أبو العلاء المعري” في بلدة “مونتروي” بضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
وشهد حفل إزاحة الستار عن التمثال البرونزي الضخم (ارتفاعه 3.25 متر، ووزنه طن ونصف) الذي أنجزه النحّات السوري عاصم الباشا، عشرات السوريين والفرنسيين والعرب.
ومع كلمة عن رمزية المشروع ألقاها مدير “ناجون”، الفنان السوري فارس الحلو، وأخرى ترحيبية بالتمثال من عمدة “مونتروي” باتريس بيساك، تم إزاحة الستار عن نصب الفيلسوف المعروف بـ”رهين المحبسين”.
ودعت منظمة “ناجون” التي أطلقت المشروع إلى التدشين الرسمي والشعبي بالتعاون مع بلدية مونتروي، باعتباره “مثالا ناصعا للمثقف الكوني الحر الذي لم يرتهن إلا لضميره الحي، وأيقونة انتظار السوريين للسلام والعدالة والديمقراطية في بلدهم”.
وبعد إزاحة الستار عن التمثال، بدأت فعاليات التدشين بكلمة لمنظمة “ناجون” ولبلدية مونتروي منظّمة المراسم.
كما شاركت الفنانة نعمى عمران بفقرة موسيقية أعدتها خصيصا لهذه المناسبة، ومسيرة حداد صامتة تكريما لضحايا الثورة السورية.
بعد ذلك، قدّم ناجيات وناجون سوريون “مائدة سورية”، ثم عُرض فيلم (ماء الفضة.. سوريا سيرة ذاتية)، تلاه نقاش مفتوح بين الناقد السينمائي الفرنسي نيكولاس غوديت والمخرج السوري أسامة محمد.
ووفق بيان “ناجون” فقد أهدى القائمون التمثال “إلى المعتقلين والمغيبين في كل المعتقلات والمعازل السرية في سوريا، والعالم.
بدورها، بلدية “مونتروي” الواقعة في الضواحي الجنوبية الشرقية لباريس قالت عبر موقعها الإلكتروني، إن التمثال البرونزي مرحب به بعد مطالبة شعراء وصناع أفلام وكتاب وباحثين سوريين في المنفى باستضافته عند مدخل المدينة “بورت دو مونتروي”، قادما من منفاه السابق في مدينة غرناطة الإسبانية، وأضافت أن “هذا التمثال لاجئ في مونتروي حتى يتمكن من العودة إلى سوريا الحرة”.
كما نشرت البلدية صور للتمثال في الحساب الرسمي بانستغرام مرفقة بشرح:”التمثال يشبه ما أقامه النحات فتحي محمد عند مدخل قرية المعري الأصلية (مدينة معرة النعمان). بعد قمع النظام العنيف للثورة السورية واعتقال وتعذيب وإعدام آلاف التقدميين من قبل السلطة الحاكمة، تم قطع رأس هذا العمل (التمثال) من قبل الجهاديين”.
وأبو العلاء المعربي شاعر وفيلسوف وأديب ومفكر عربي، وأحد رواد القرنين الرابع والخامس الهجري في عهد الدولة العباسية. واسمه “أحمد بن عبد الله بن سلمان التنوخي المعري”.
ويُكنى بأبي العلاء، وقد لقب بالمعري نسبةً إلى مسقط رأسه مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، ويُعد المعري أحد أعلام الشعر في العصر العباسي، وشخصية متميزة في الأدب العربي. أصابه الجدري في طفولته أفقده بصره على إثره، إلا أن ذلك لم يحل دون طلبه العلم.
ومن خلال فكره الفريد من نوعه أسهم في تغيير الثقافة السائدة في عصره، ومحاربة التقاليد التي أوجدها من سبقه، كذلك كرّس شعره في التعبير عن تجاربه الخاصة وتأملاته ورأيه في الحياة والناس.
اقرأ أيضا: قادما من إسبانيا.. تمثال الفيلسوف العربي أبو العلاء المعري يصل باريس
واتهمه البعض بالزندقة بسبب آرائه وفلسفته، ونفى عنه آخرون هذه التهمة. عرف عنه أنه كان زاهدا في الدنيا، وامتنع عن الزواج، وانعزل عن الناس حتى وفاته في مسقط رأسه.
ورغم عمره الذي تجاوز ألف عام لايزال أدبه وفلسفته ذات أثر كبير في الأدب العربي على مر العصور، كذلك قصائده التي تعدت 1600 قصيدة و”رسالة الغفران” التي وقع فيها مئات الرسائل والأبحاث الأكاديمية.