أخبار العرب في أوروبا – إسبانيا
منذ ثلاث سنوات تتعرض إسبانيا لجفاف غير مسبوق منذ عقود طويلة، حيث تراجع هطول الأمطار على بعض المناطق بشكل حاد، وسط مطالب من السلطات الإسبانية للمواطنين لخفض استخدام المياه وتحذيرات من خبراء الأرصاد الجوية من الأسوأ من ذلك.
بعض خزانات المياه في إقليم كتالونيا خاصة في محيط مدينة برشلونة، تعرضت لانخفاض كبير في المياه، لدرجة أن الإنشاءات القديمة مثل الجسور وبرج جرس الكنيسة القديمة عاد للظهور مجددا بعد عشرات العقود من اختفائه أسفل المياه.
وتقول هيئة الأرصاد الاسبانية، إن الطقس الجاف سيزيد من مخاطر اندلاع حرائق الغابات حتى في الوقت الذي يجلب معه متوسط هطول الأمطار على مستوى البلاد.
وأضافت الهيئة أن الطقس سيكون أكثر جفافا وسخونة من المعتاد هذا الربيع على طول الساحل الشمالي الشرقي للبحر المتوسط الذي يشمل إقليم كتالونيا.
وعقب 25 شهرا من عدم هطول أمطار غزيرة، طلبت السلطات في كتالونيا هذا الشهر من معظم سكان الإقليم البالغ عدده 7 ملايين، خفض استخدام المياه بنسبة 8% في المنزل و15% في الصناعة و40% في الزراعة.
وفي وقت سابق، قالت خدمة الأرصاد الجوية الفرنسية، إن فرنسا حققت موجة جفاف قياسية بلغت قرابة 40 يوما دون هطول أمطار غزيرة.
كذلك، فقد خرجت تأثيرات التغير المناخي من مجرد كونها تداعيات على المدى البعيد، أو أنها أشياء تصيب كائنات أخرى بعيدة كل البعد عن حياتنا اليومية، وأصبحت واقعا ملموسا يهدد العالم أجمع، وخطرا أقرب مما قد يتخيل المرء في أي مكان بالعالم.
اقرأ أيضا: فرنسا بدون أمطار منذ 40 يوما.. وماكرون: أيام الوفرة المفرطة انتهت
وكانت معظم أنحاء أوروبا قد شهدت ظروفا أكثر جفافا من المعدل الطبيعي خلال الصيف الماضي، كما تسببت موجات غير مسبوقة من الحر الشديد في اندلاع حرائق غابات هائلة التهمت عشرات الآلاف من الهكتارات.
وتثير هذه الفترة الطويلة لعدم هطول الأمطار ليس في إسبانيا وفرنسا فقط بل في العديد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا واليونان، قلقا أكبر كونها تحصل خلال الشتاء، وهي فترة أساسية لإعادة تشكيل المياه الجوفية، وسط شح متراكم في الأمطار منذ أغسطس/آب 2021، وبعد موجات جفاف وحر استثنائية صيف العام الماضي، في تجسيد واضح لتبعات التغير المناخي.