أخبار العرب في أوروبا – تونس
في مأساة جديدة على طريق الهجرة من تونس نحو أوروبا، بات مصير 15 مهاجرا مجهولا بعد فقدانهم في مياه البحر المتوسط إثر غرق قاربهم قبالة السواحل الشرقية لتونس.
وقال المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي، أمس الثلاثاء، على حسابه في “فيسبوك”، إن قاربا كان يقل مهاجرين تونسيين قد غرق قبالة سواحل القراطن، مضيفا أن 4 مهاجرين تم إنقاذهم، فيما لا يزال 15 مهاجرا في عداد المفقودين.
وأوضح المتحدث:”وردت مكالمة هاتفية على المنطقة البحرية بقرقنة، مفادها عثور بحار على أربعة أشخاص كانوا يسبحون، وقام (البحار) بإنقاذهم على الساعة الواحدة و20 دقيقة ظهرا”، لافتا إلى إسعاف المهاجرين الأربعة في مستشفى قرقنة، قبل اتخاذ الإجراءات القانونية في شأنهم.
وأضاف”بالتحري معهم أفادوا بإبحارهم من سواحل قرقنة رفقة 15 شخصا آخرين، في تمام الساعة العاشرة من ليلة الأثنين 17 أبريل/نيسان الجاري، لكن مركبهم تعرض لتسرب مياه بداية من منتصف الليل”، مشيرا إلى أن الحرس الوطني التونسي سخّر “جميع الوحدات البحرية وطائرة مروحية للبحث عن المفقودين”، على حد قوله.
على صعيد ذي صله، نشرت حوالي 60 منظمة غير حكومية وجمعيات حقوقية بما في ذلك “هاتف الإنذار” و”أوبن آرمز” و”محامون بلا حدود”، بيانا صحافيا أمس الأول الاثنين، طلبت فيه من السلطات الأوروبية “سحب اتفاقياتها” مع الحكومة التونسية، خاصة تلك المتعلقة بمحاربة الهجرة غير الشرعية.
ووفق ما جاء في البيان، فقد خصصت المفوضية الأوروبية أكثر من 37 مليون يورو لتونس لإدارة تدفقات الهجرة، وتستخدم هذه الأموال لمنع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا عن طريق عبور البحر المتوسط.
وأضاف البيان :”يدعم الاتحاد الأوروبي تدريب الشرطة، وتوفير المعدات لجمع البيانات وإدارتها، والدعم الفني والمعدات وصيانة السفن للدوريات الساحلية، بالإضافة إلى أدوات أخرى لتتبع الحركة ومراقبتها”.
المنظمات أكدت في بيانها كذلك على أن “المهاجرين يتعرضون للعنف في البحر من قبل خفر السواحل التونسي، إلا أن هذا العنف لا يقتصر على البحر فقط، بل على البر أيضا”.
وخلال الأسابيع التي تلت خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي هاجم فيه المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء المتواجدين في بلاده، تصاعدت معاناة هؤلاء المهاجرين وازداد تعرضهم للعنف، وفق ما تؤكده تلك المنظمات التي ذكرت أنه بعد هذا الخطاب، فقد مئات المهاجرين وظائفهم ومنازلهم بين عشية وضحاها.
كما قضى آخرون أياما محبوسين في منازلهم خوفا من التعرض للاعتداءات. كذلك أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المروعة تعرض العديد منهم للانتهاكات في الشوارع.
وكان قد توفي 25 مهاجرا قبالة سواحل تونس الأسبوع الماضي، جلهم من المهاجرين من جنوب الصحراء، وذلك بعد غرق قارب كان يقلهم نحو أوروبا.
وزادت حوادث الغرق قبالة تونس كثيرا في الأسابيع الأخيرة، مخلفة عشرات القتلى والمفقودين، وسط زيادة حادة في عدد قوارب المهاجرين التي تتجه إلى إيطاليا من الساحل التونسي.
وحلت تونس محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الفارين من شظف العيش والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط أملا في حياة أفضل في أوروبا.