أخبار العرب في أوروبا – متابعات
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، اليوم الخميس، إنّ حرس الحدود الأتراك يُطلقون النار عشوائيا على المدنيين السوريين على الحدود مع سوريا، ويُعذبون ويستخدمون القوة المفرطة ضد طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحاولون العبور إلى تركيا.
المنظمة الحقوقية الدولية غير الحكومية ومقرها مدينة نيويورك، طالبت الحكومة التركية بفتح تحقيق ومحاسبة حرس الحدود المتورطين في هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل غير القانونية، ووضع حدّ للإفلات من العقاب عن هذه الانتهاكات القائمة منذ فترة طويلة.
ونقل عن “هيو ويليامسون” مدير أوروبا وآسيا الوسطى في رايتس ووتش قوله:”عناصر الدرك والقوات المسلحة التركية المسؤولون عن مراقبة الحدود يعتدون روتينيا على السوريين ويُطلقون النار عشوائيا عليهم على طول الحدود السورية التركية، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والمصابين في السنوات الأخيرة”.
وتابع:”عمليات القتل التعسفي للسوريين هي الأكثر فظاعة، وهي جزء من نمط وحشي ينتهجه حرس الحدود الأتراك دون أن تتصدّى له الحكومة أو تحقق فيه بشكل فعّال”.
وأردف قائلا:”العنف الذي يمارسه حرس الحدود التركي ضدّ السوريين على طول الحدود هو مشكلة قديمة لم تُعالج بمعظمها بعد. ينبغي على الحكومة التركيّة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لوضع حدّ لعمليات القتل والتعذيب غير القانونية بحق طالبي اللجوء والمهاجرين على حدودها، وتحقيق العدالة عن انتهاكات الماضي”.
وتقول المنظمة إنه في 11 مارس/آذار الماضي ضرب حرس الحدود التركي بوحشية مجموعة من ثمانية سوريين وعذّبهم أثناء محاولتهم العبور بطريقة غير قانونية إلى تركيا. توفي رجل وصبي في الحجز التركي، بينما أصيب الآخرون إصابات خطيرة. يخضع ستة حراس للتحقيق من قبل السلطات التركية بسبب دورهم المزعوم في هذا الهجوم.
وقالت رايتس ووتش في تقريرها، إنها حصلت في أوائل مارس/آذار الماضي على بيانات غير شاملة من منظمة تراقب الأعمال العدائية في سوريا والتي وثقت 277 حادثة فردية بين أكتوبر/تشرين الأول 2015 وإبريل/نيسان 2023.
وسجل المراقبون ما لا يقل عن 234 وفاة و231 إصابة، وقعت الغالبية العظمى منها بينما كان الضحايا يحاولون عبور الحدود من سوريا نحو تركيا. شملت 26 حادثة أطفالا، حيث قُتل ما لا يقل عن 20 طفلا وأصيب 15 آخرون.
وأضافت رايتس ووتش نقلا عن المنظمة التي تراقب الأعمال العدائية: من المُلفِت أنّ ستّة أشخاص على الأقل قتلوا وستة آخرين أصيبوا ولم يكونوا يحاولون عبور الحدود. وطلبت المنظمة عدم ذكر اسمها، خشية أن يتأثر عملها الإنساني سلبيا على يد السلطات التركية.
ومنذ اندلاع الانتفاضة في سوريا قبل 12 عاما، تدفق السوريون الى تركيا، حيث يعيش قرابة 3.5 مليون منهم حاليا ويستفيد كثر منهم من خدمات أساسية وحماية قانونية. إلا أن رايتس ووتش شددت على أن “الاستضافة السخية لأعداد كبيرة من السوريين لا تُعفي تركيا من التزاماتها باحترام حقوق الساعين إلى الحماية على حدودها”.
اقرأ أيضا: المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين اليونان بسبب ظروف استقبال اللاجئين
وأضافت:”رغم أنه يحق لتركيا تأمين حدودها مع سوريا، إلا أنه يتعين عليها فعل ذلك بما يتماشى مع القانون الدولي، لا سيما التزاماتها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك احترام الحق في الحياة والحرمة الجسدية، والحظر المطلق للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية أو المهينة”.
كما دعت المنظمة الحكومة التركية إلى ضرورة أن”تُصدر بشكل عاجل تعليمات موحدة لجميع حرس الحدود تُشدد فيها على أن الأسلحة النارية تُستخدم فقط عند الضرورة القصوى وكملاذ أخير للرد على تهديد للحياة”. كما طالبتها بـ”إجراء مراجعة شاملة بشكل عاجل لسياساتها الأمنية على الحدود”.
يشار إلى أنه منذ بداية العام الجاري 2023، سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان 12 وفاة وعشرين إصابة على يد حرس الحدود الأتراك، وذلك خلال محاولتهم العبور من سوريا إلى تركيا.