أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
كشف تحقيق صحفي عن أن عصابات إجرامية تستغل التسهيلات المقدمة الناتجة عن نقص العمال المهرة الكبير في بريطانيا من خلال جلب عائلات”مزيفة” عبر هؤلاء العمال.
بحسب التحقيق الذي قامت به قناة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن عصابات الجريمة المنظمة التي تزعم أنها شركات توظيف، تغري الناس بوعد بتأشيرة ووظيفة في بريطانيا مقابل مبالغ باهظة من المال، بحيث يصطحب العمال القادمون من مطار بلد القدوم غرباء ويطلب منهم الادعاء بأنهم أفراد في أسرهم للدخول إلى بريطانيا.
يضيف التحقيق بأن “شخص حاصل على تأشيرة عمالة ماهرة تحول إلى مهرب بعد أن جلب عائلته المزيفة معه”.
التحقيق الذي تم نشره نهاية الشهر الماضي، زعمت فيه امرأة تُدعى (السيدة. أ) أنها دفعت مبلغ 60 ألف جنيه إسترليني (75,298 يورو) لتأمين تأشيرة عمل في بريطانيا كعاملة رعاية.
كما بين التحقيق لقطات مصورة تحدثت بها السيدة كيف سلمت لها شركة التوظيف في المطار صبيا يبلغ من العمر 12 عاما لم تره من قبل. وطلب منها السفر معه والتظاهر بأنه طفلها، مستخدمة جواز سفر سريلانكي مزور، بحسب قولها.
وأضافت أنه عند وصولها إلى مطار هيثرو، التقى الصبي بأشخاص لم تكن (السيدة.أ) تعرفهم، وذهب معهم ولم تره مرة أخرى.
وأكدت السيدة بالقول:”عندما ذهب الطفل شعرت بخوف شديد لكنني لم أستطع فعل أي شيء حيال ذلك. لم أفهم الكثير مما حدث. فقط بعد وصولي إلى بريطانيا أدركت أنه كان خطأ كبيرا”.
في المقابل، أصرت الشركة التي رعت (السيدة.أ) في بريطانيا على أنها لم ترتكب أي خطأ وليس لها أية صلة بشركات التوظيف في سريلانكا.
التحقيق ذكر أيضا في قضية منفصلة، أن امرأة أخرى زعمت أنها سافرت إلى لندن بتأشيرة عمل وأحضرت معها ثلاثة أشخاص متنكرين بأنهم زوجها وأولادها.
وفيما لم يعد من الممكن العثور على “العائلة المزيفة” قامت المحطة البريطانية بتتبع سير هرب العائلة المزيفة، وبعد بحث طويل وجدت “راثا”، والذي مثل أنه زوج السيدة، وهو مزارع سريلانكي يبلغ 48 عاما يعيش في ستافوردشاير بوسط غرب إنكلترا.
وادعى راثا أنه دفع لشخص “50 ألف جنيه إسترليني (57,924 يورو) لتأمين وصوله إلى بريطانيا. وعده ذلك الشخص بوظيفة وفرصة التقدم بطلب للحصول على الإقامة بعد عدة سنوات.
كذلك، تم العثور على “ابن راثا المزيف”، هينثوجان، في ليفربول حيث يعيش هناك مع أقاربه. رتبت عائلة هينثوجان لمجيئه إلى بريطانيا لكنها لم تكن تعلم أنه سيتعين عليه التظاهر بأنه يعتمد على شخص غريب حتى وصل إلى المطار في كولومبو.
في النهاية علمت محطة “سكاي نيوز” البريطانية أن كل من راثا وهينتوجان تقدما بطلب لجوء في المملكة المتحدة.
كذلك، فقد كشف التحقيق أن معظم المتقدمين عبر هذه الشركات المزعومة تقدموا للوظائف بعد سماعهم من أصدقاء أو معارف عن “وكلاء” يمكنهم ادخالهم للملكة المتحدة وتأمين وظائف لهم.
ويعد مسؤولو التوظيف المتقدمين بتأشيرة عامل ماهر مع طريق للحصول على الإقامة الدائمة.
وبمجرد استدراجهم، يستخدمون الترهيب مع المتقدمين لإجبارهم على تنفيذ طلباتهم، مما يخيف الناس من خلال عملية التقديم المعقدة والطويلة التي تكون كلها باللغة الإنكليزية، وهي لغة لا يفهمونها.
ومنذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سعت جاهدة للسيطرة على النقص الهائل في العمالة الناجم عن هذا الخروج، فضلا عن شيخوخة القوى العاملة.
اقرأ أيضا: بريطانيا تلغي التأشيرة لمواطني 7 دول عربية
وتهدف تأشيرة العمال المهرة إلى جذب العمالة الماهرة ضمن قطاعات محددة لسد النقص في العمالة بشكل عاجل.
وتشير البيانات الحكومية إلى أنه في الفترة من سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/كانون الثاني من العام 2022، كان هناك 1.19 مليون وظيفة شاغرة في بريطانيا.
وشكلت قطاعات مثل الصحة والرعاية المجتمعية أكبر عدد من الوظائف الشاغرة بحدود 508 آلاف وظيفة شاغرة. كما عانت وتعاني قطاعات الخدمة المنزلية ورعاية الأسر من النقص في الوظائف في عموم بريطانيا.