أخبار العرب في أوروبا – إيطاليا
أعلن اليوم الأثنين وفاة رئيس وزراء إيطاليا الأسبق سيلفيو برلسكوني، الزعيم الشعبوي الذي هيمن على الساحة السياسية وعالم الرياضة والإعلام في إيطاليا منذ أكثر من ربع قرن.
وتوفي برلسكوني في مستشفى سان رفائيل في ميلانو عن عمر يناهز 86 عاما، وذلك بعدما أُدخل إلى المستشفى عدة مرات في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد إصابته بفيروس كورونا عام 2020. ورغم إعادة انتخابه في مجلس الشيوخ العام الماضي، كانت إطلالاته العلنية نادرة.
وأعلن الناطق باسمه وفاته الاثنين، وهرع أبناؤه إلى المستشفى لتوديعه.
وبرسلكوني شخصية استثنائية وأب لخمسة أبناء من زواجين، وفي عام 2020 وجد برلسكوني صديقة جديدة هي مارتا فاسينا عارضة الأزياء السابقة التي تصغره بـ53 عاما والنائبة عن حزبه “فورتسا إيطاليا”.
وشغل الملياردير منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات بين عامي 1994 و2011 لمجموع تسعة أعوام وكان عضوا في مجلس الشيوخ ورئيسا لحزب “فورتسا إيطاليا” اليميني وشريكا في الحكومة الائتلافية التي ترأسها اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني.
واحتفظ بمكانة خاصة في قلوب العديد من الإيطاليين، رغم سلسلة الفضائح الجنسية والملفات القضائية التي شوهت سمعته على مدى سنوات.
وكان السياسي الإيطالي الراحل قد نُقل إلى أحد مستشفيات ميلانو يوم الجمعة الماضي لإجراء ما قال مساعدوه إنها فحوص طبية مخطط لها مسبقا.
وبرلسكوني أحد الرجال الأكثر ثراء في بلاده، إذ يمتلك ثروة تقدرها مجلة فوربس بنحو 6.4 مليارات يورو.
وكان قد دخل في السنوات الأخيرة إلى المستشفى مرارا، حيث أعلن الأطباء في أبريل/نيسان الماضي أنه يعاني سرطان الدم والتهابا في الرئة.
واستغل برلسكوني شبكاته التلفزيونية وثروته الهائلة في حياته السياسية الطويلة، مثيرا إعجاب البعض وكراهية البعض الآخر من الإيطاليين.
بالنسبة لمعجبيه كان صاحب قدرات فذة سعى إلى إعلاء مكانة إيطاليا على الساحة العالمية، بينما بالنسبة لمنتقديه فكان سياسيا شعبويا يهدد الديمقراطية من خلال استغلاله السلطة لتحقيق ثروة، واستغلال أمواله لتحقيق مكاسب سياسية.
وحاليا حزبه السياسي، “فورتسا إيطاليا” شريك في ائتلاف رئيسة الوزراء الحالية جورجيا ميلوني اليمينية المتطرفة التي تولت السلطة العام الماضي إلا أن برلسكوني لم يتولى منصب في حكومتها.
أيضا يُعد برلسكوني من أشهر رؤساء أندية كرة القدم الإيطالية على مرّ التاريخ، بعد أن قاد فريق ميلان إلى المجد المحلي والقاري في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
كما أجرى صفقات لا تنسى في الفريق الأحمر والأسود، خصوصا الثلاثي الهولندي ماركو فان باستن، رود خوليت وفرانك ريكارد. وتعاقد مع المدرب أريغو ساكي الذي صنع ثورة فنية في تكتيك كرة القدم، بالإضافة إلى المدرب الفذ فابيو كابيلو.
اقرأ أيضا: ألمانيا.. محكمة تبدأ النظر في أول شكوى ضد اللقاحات المضادة لكورونا
وكانت محكمة إيطالية أصدرت في يونيو/حزيران 2013، حكما بالسجن 7 سنوات على برلسكوني، ومنعته من تولي أي منصب رسمي مدى الحياة بعد اتهامه بممارسة الدعارة مع قاصر وإساءة استغلال السلطة.
كما خضع للتحقيق أمام نيابة نابولي بتهمة شراء أو رشوة سيناتور عام 2006 لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق رومانو برودي.
أيضا أيّدت محكمة استئناف إيطالية عام 2013 حكما يقضي بحبسه 4 سنوات في قضية حقوق البث التلفزيوني المتهم فيها بالتهرب الضريبي، كذلك حرمانه من تولي أي منصب عام لمدة عامين، فيما وافق مجلس الشيوخ على طرده من المجلس في العام نفسه.
