أخبار العرب في أوروبا – متابعات
منذ عدة سنوات كانت العلاقات بين هولندا والمغرب تشهد حالة من التوتر، على خلفية ترحيل طالبي اللجوء الذين تم رفضهم في هولندا إلى الأراضي المغربية، إضافة لقضايا داخلية مغربية من بينها “حراك الريف” والتدخلات الهولندية فيه من وجهة نظر الرباط.
وضمن الزيارة التي قام بها رئيس وزراء هولندا “مارك روته” إلى الرباط يوم الأربعاء الماضي، كانت قضية المهاجرين على رأس جدول أعمال القمة بين الضيف الهولندي ونظيره عزيز أخنوش رئيس وزراء المغرب.
وتعمل الحكومة الهولندية مع الرباط على ترحيل المهاجرين الذين ليس لديهم فرصة للحصول على إقامة قانونية ويتسببون بشكل متكرر في المشاكل، بسبب تورطهم في جرائم مختلفة.
وتشير تقارير صحافية هولندية إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المغرب في عام 2021 لم يؤدي حتى الآن إلى ترحيل العديد من هؤلاء الأشخاص. لكن بحسب المصادر فإن الحكومة الهولندية ترغب الآن في إحداث تغيير في هذا الوضع.
في الوقت نفسه، يخشى المغاربة الذين يعيشون في هولندا وليس لديهم وثائق قانونية ما الذي ينتظرهم.
في هذا السياق، سلطت التقارير الإعلامية على المواطن المغربي محمد شاياك البالغ 45 عاما والذي يقيم في هولندا منذ 43 عاما حيث وصل إلى هولندا عندما كان عمره عامين، وكان والده عاملا.
تؤكد المصادر بأن السلطات الهولندية قامت بترحيله بالفعل إلى المغرب في مارس/آذار الماضي وهو مقيد اليدين وعلى متن الطائرة، وذلك بسبب سوابقه الجنائية التي أدت إلى سحب إقامته.
ووفقا للعديد من المصادر المتطابقة فإن “شاياك” لم يقدم طوال السنوات التي قضاها في هولندا طلبا للحصول على الجنسية الهولندية، مما سمح بسحب اوراق اقامته، ليتم إجباره العودة الى وطنه الأصلي باستخدام وثيقة سفر صادرة من المغرب.
من جهة ثانية، كشفت وزيرة العدل والأمن بالحكومة الهولندية، ديلانيشيلكوز زيجيريوس، في وقت سابق، عن قرب “استئناف المفاوضات بين أمستردام والرباط من أجل توقيع معاهدة لتسليم المجرمين بين الطرفين”، تعول عليها هولندا للحد من تأثير الجريمة المنظمة على المجتمع الهولندي.
على صعيد آخر، ذكر موقع الحكومة الهولندية أن زيارة “روتة” إلى العاصمة المغربية تتزامن مع الكشف عن الاستراتيجية الجديدة للحكومة الهولندية في أفريقيا، والتي تنص على تعزيز العلاقات مع دول القارة السمراء وتطوير شراكات جديدة.
كما تدخل هذه الزيارة في إطار استخدام دبلوماسية الطاقة لاستيراد الهيدروجين في المستقبل، بحسب المصدر.
أيضا فإن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تحسنا ملحوظا إثر التوقيع في 9 يوليو/تموز 2021 بالرباط على خطة عمل مشتركة من أجل “تعزيز التعاون الثنائي”، تضمنت تأكيدا على “احترام سيادة ومؤسسات كل منهما، وتوطيد قواعد الشراكة على أساس احترام المصالح المشتركة للبلدين”.
اقرأ أيضا: جلهم من المغرب.. وصول 330 مهاجرا إلى الكناري الإسبانية
وكانت علاقات البلدين قد شهدت منذ 2019 توترا وخلافا جراء تقديم وزير الخارجية الهولندي السابق ستيف بلوك تقريرا حول احتجاجات “حراك الريف” في المغرب أمام لجنة الخارجية في برلمان بلاده.
وزاد من تفاقم الأزمة بين البلدين قيام وفد من البرلمان الهولندي، ترأسته رئيسة الحزب الاشتراكي ليليان مراينيسن، والبرلمانية عن الحزب نفسه سادات كارابولوت، بزيارة إلى مدينة الحسيمة في يناير/ كانون الثاني 2019، ولقائه بعائلات معتقلي “حراك الريف”، وفي مقدمتهم أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزاي قائد الحراك.