أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أصدرت محكمة سومور التابعة لمنطقة “باي دو لا لوار وسط” غرب فرنسا، قبل عدة أيام، حكما بالسجن على اربعة سودانيين بتهمة تنظيم رحلات هجرة غير شرعية من فرنسا إلى بريطانيا عبر بحر المانش، وفق ما أفادت به صحيفة “وست فرانس” الفرنسية.
وقالت الصحيفة إن المحكمة وجهت للمتهمين الذين تراوحت أعمارهم بين 31 و34 عاما، تهم “تسهيل حركة المهاجرين وإقامتهم، من خلال شراء المعدات ثم نقلها إلى الساحل من أجل العبور إلى إنكلترا” في عامي 2021 و2022.
وأشارت إلى أنه تم الحكم على اثنين منهما بالسجن مدة عامين، وعلى من تبقى بالسجن مدة عامين ونصف العام، كما صدر بحق المتهمين الأربعة قرارا بمنع دخول الأراضي الفرنسية مدة خمس سنوات.
وكانت السلطات الفرنسية قد بدأت تحقيقاتها بعد ملاحظة شراء قارب مطاطي في بلدة فارينس، بالقرب من سومور.
واكتشفت خلال التحقيق الذي استمر أشهرا، وعبر التنصت على مكالمات هاتفية، تنظيم المتهمين رحلات هجرة من كاليه وتجهيز اللوازم اللوجستية.
وبينما نفى السودانيون الأربعة التهم الموجهة إليهم، اعترف أحدهم بشراء قارب مطاطي، كان ينوي استخدامه من أجل عبور القناة نحو بريطانيا، وقال للمحكمة “إن اللاجئين في كاليه، يتكفلون بتنظيم رحلاتهم بأنفسهم”.
أحد محامي الدفاع، قال إن موكله ضحية “بؤس إنساني”، وعانى الكثير قبل أن يصل إلى فرنسا، مشيرا إلى سلك موكله طريق الهجرة من ليبيا إلى إيطاليا، ومنها إلى مخيمات شمال فرنسا.
ولدعم وجهة نظره، شدد المحامي على جملة وردت ضمن تسجيلات المكالمات الهاتفية، قال فيها الشاب بيأس “إذا أراد شخص ما شراء كليتي، أبيعها له”.
ووفقا للمحامي:”لم يحصل المتهمون على أي ربح مادي” وقال أمام المحكمة “المهربون الحقيقيون لا يلمسون القوارب، فهم ليسوا على ارتباط مباشر بالمهاجرين”.
وأضاف “مثل تهريب المخدرات، كلما كنت بعيدا من المنتج، كلما كانت مرتبتك أعلى ضمن التسلسل الهرمي”، في إشارة إلى الأدوار التي يتكفل بها كل شخص ضمن شبكات التهريب، فهناك وسطاء وأشخاص يقومون بمهمات بسيطة، وهناك منظمون يديرون الشبكات ويحصلون على الجزء الأكبر من الأرباح.
لكن المدعي العام، اعتبر أن ماضي المتهمين في الهجرة لا يمكن أن يشفع لهم على العكس، يجب أن يكونوا أول من لا يساهم في هذا النشاط”.
اقرأ أيضا: بحر المانش.. إنقاذ 70 مهاجرا في فرنسا ووصول مئات آخرين إلى بريطانيا
وأضاف: “يجب ألا نغفل عن جدية الحقائق. تذكّرنا الأخبار بانتظام كيف أن عبور المهاجرين المنظم إلى إنكلترا أو اليونان أو إيطاليا، في تحد للقواعد الأمنية، خطير للغاية”.
وكانت السلطات الفرنسية قد شددت المراقبة على سواحل البلاد الشمالية، منذ أعوام، لتفكيك شبكات المهربين.
ووفقا لتقارير صحافية، فإن تشديد السلطات الفرنسية إجراءات التفتيش في كلّ من مرفأ “كاليه” و”يوروتانل”، النفق الذي يربط بين ضفتي المانش، عام 2018، تسبب في زيادة محاولات عبور المهاجرين لبحر المانش.
يذكر أن وزارة الداخلية البريطانية سجلت عبور نحو 7600 مهاجر إلى المملكة المتحدة منذ بداية العام ولغاية 31 مايو/أيار الماضي، فيما وصل العام الماضي إلى بريطانيا، أكثر من 45 ألف مهاجر بعد عبور المانش.