أخبار العرب في أوروبا – إسبانيا
دفع الجفاف غير المسبوق الذي تشهده إسبانيا، السلطات للجوء إلى استخدام مياه الصرف الصحي التي تتم معالجها لإعادة استخدام في ري المزروعات.
وفي ظل هذا الوضع وارتفاع درجات الحرارة التي زادت من نسبة الجفاف، فرضت الحكومة الإسبانية، قيودا على استخدام المياه في 40 بلدية ، 10 منهم يتم اغلاق مياه الصنبور فيها طوال الليل لضمان الامدادات خلال النهار، وهو ما يؤثر على أكثر من 100 ألف شخص وقلق لدى عمال الفنادق.
صحيفة “لابانجورديا” قالت أمس الخميس، إن أسبانيا لجأت الى بناء محطات معالجة تعمل على استعادة مياه الصرف الصحى وتنظيفها مع خطوة إضافية لتطهيرها مما يسمح باستخدامها في الري.
وكانت مورسيا أول منطقة إسبانية تعمل على ذلك، وقامت ببناء حوالى 100 محطة معالجة.
تقول الصحيفة إنه يتم استخدام الفلاتر والاشعة فوق البنفسجية حتى يضمن إن الماء غير ملوث ولا ينقل أي بكتيريا مثل “الإشريكية القولونية ” إلى الخضروات والفواكه.
ووفقا لبيانات الحكومة الإسبانية، فإن هذا النظام يضمن إعادة استخدام 98% من مياه الصرف الصحي في المنطقة، مقارنة بمتوسط 9% في إسبانيا و 5% في الاتحاد الأوروبي.
وتشير البيانات إلى أن 15% من ري الأراضي الزراعية في مورسيا أصبحت تأتي من مياه الصرف المعالجة.
ورغم ذلك، تقول “فيليسيانو جيلين” رئيس الجمعية التي توزع المياه على المزارعين في المنطقة:”هذا ليس كافيا”، لكنه “لا يزال مهما”.
وفي محاولة للاستجابة للاحتباس الحراري، تعهدت الحكومة الإسبانية في منتصف مايو/أيار الماضي بزيادة معدل إعادة استخدام مياه الصرف الصحي على نطاق وطني، وتخصيص 1.4 مليار يورو لبناء بنى تحتية مماثلة لتلك الموجودة في مورسيا.
إلى ذلك، شددت وزيرة التحول البيئي في إسبانيا “تيريزا ريبيرا” على أن، “المياه هي سلعة ثمينة يمكن إعادة تدويرها أيضا، وإنها تستحق العناء” ، التي سلطت الضوء على العمل مع “البلديات الصغيرة” ، الذين يجدون صعوبة أكبر في القيام بهذه الاستثمارات “.
وبحسب الجمعية الإسبانية لتحلية المياه وإعادة استخدامها، فإن 27% من 2000 محطة معالجة مياه الصرف الصحي في البلاد تقدم معالجات تسمح باستخدام المياه في الزراعة. وهو ما يعتبره الخبراء انها أقل تكلفة من تحلية مياه البحر.
اقرأ أيضا: إسبانيا تشهد درجة حرارة غير مسبوقة منذ 73 عاما
كذلك، فإن الجمعية تؤكد بأن إعادة تدوير مياه الصرف الصحي تجذب اهتمام دول أخرى، مثل فرنسا ، حيث أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في مارس/آذار الماضي أنه يريد زيادة إعادة استخدام المياه، على غرار إسبانيا.
جدير بالذكر أن إسبانيا الواقعة في جنوب غرب القارة العجوز تشهد منذ عدة سنوات موجات جفاف مستمرة خلال الصيف، لكن الجديد أن البلاد شهدت كذلك موجة جفاف خلال الشتاء الماضي، الأمر الذي أدى لانخفاض إنتاج العديد من الاصناف الزراعية.