أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
تعرض سوق العقارات الألماني القوي إلى هزة نادرة خلال الأشهر الماضية، متأثرا بعزوف الكثير من الألمان عن شراء العقارات بسبب غلاء التكاليف جراء تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
هذا العزوف الكبير من قبل الكثير من المشترين عن سوق العقارات، أدى لتراجع أسعارها إلى مستويات قياسية.
وأدى الارتفاع الحاد في الفائدة، وارتفاع تكاليف الطاقة والبناء، إلى وضع حد للتهافت نحو شراء العقارات في أكبر اقتصاد أوروبي.
وبحسب البيانات الأخيرة الصادرة أمس السبت، فقد انخفضت قيمة المباني الجديدة في ألمانيا خلال النصف الأول من العام الجاري 2023، إلى النصف تقريبا مقارنة بالعامين الماضيين.
هذا الوضع دفع سلسلة من شركات العقارات إلى الإفلاس، وتجميد الصفقات ودفع الأسعار إلى الانخفاض، مما دفع الصناعة إلى مناشدة المستشار أولاف شولتس طلبا للمساعدة.
هذه الضربة أدت لمتاعب قطاع العقارات الأوسع في جميع أنحاء أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث يعاني من أسوأ تراجع له منذ عقود.
ومنذ بداية العام تعثرت جهود الكثير من أصحاب شركات العقارات في بيع الشقق، فيما أعلنت العديد من الشركات العقارية إفلاسها.
ولسنوات طويلة، غذت الفائدة المنخفضة طفرة عالمية في شراء العقارات، مما أثار الاهتمام بالعقارات الألمانية، التي يُنظر إليها على أنها آمنة ومستقرة مثل البلاد.
اقرأ أيضا: الجرائم الإلكترونية تكلف اقتصاد ألمانيا 206 مليارات يورو
وتعد صحة قطاع العقارات في ألمانيا أكبر سوق للاستثمار العقاري في أوروبا خارج بريطانيا أمرا بالغ الأهمية، حيث يشكل ما يقرب من خُمس الناتج المحلي الإجمالي الذي يبلغ 4.07 تريليون يورو ويوفر واحدة من كل 10 وظائف.
وحاليا يخشى المتخصصون في مجال العقارات أن يكون الانكماش في ألمانيا أعمق من الانهيار، الذي حدث خلال تسعينات القرن الماضي في أعقاب الاندفاع نحو العقارات في شرق ألمانيا بعد سقوط جدار برلين.