أخبار العرب في أوروبا – إيطاليا
تمكنت سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات إنسانية من إنقاذ أكثر من 180 مهاجرا خلال الأيام الماضية وسط البحر المتوسط.
يأتي هذا في وقت تستمر فيه محاولات عبور المتوسط الخطرة وسط تنديد دولي، و”عدم الاكتراث” بشأن ازدياد عدد القتلى بين المهاجرين، حسبما جاء على لسان “فولكر تورك” مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان.
ويوم السبت الماضي، أمضى 68 شخصا ليلتهم على متن قارب خشبي وسط البحر المتوسط بعدما غادروا من مدينة زوارة الليبية.
وقالت منظمة “أس أو أس ميدتيرانيه” غير الحكومية إن سفينة”أوشن فايكنغ” التابعة لها، عثرت بعد ساعات على هؤلاء المهاجرين وسط البحر.
المنظمة نشرت في تغريدة على منصة “إكس” قالت فيها، إنها “تمكنت من إنقاذ جميع ركاب القارب المكون من طابقين، ويقدم طاقمها الطبي الرعاية للناجين”.
لكن وفقا للتشريعات الإيطالية التي أقرت في وقت سابق هذا العام، لا يمكن لطاقم السفينة تنفيذ عمليات إنقاذ أخرى لمهاجرين يحتمل أن يكونوا بحاجة للمساعدة في المنطقة نفسها.
كما تفرض السلطات الإيطالية عليهم التوجه إلى ميناء تحدده لإنزال المهاجرين فيه، بغض النظر عن بعده الجغرافي.
تعليقا على هذا، عبّرت المنظمة عن استيائها لاستمرار هذه “العوائق”، مشيرة إلى أن السلطات الإيطالية طلبت منها التوجه إلى ميناء أنكونا لكنه يبعد أكثر من 1500 كيلومترا.
ونددت المنظمة بإجبارها على الإبحار لمدة أربعة أيام إضافية لإنزال الناجين،”في حين هناك احتياجات ملحّة من أجل البحث والإنقاذ في البحر المتوسط”.
بالإضافة إلى مهمة الإنقاذ الأخيرة التي نفذتها سفينة “أوشن فايكنغ”، تدخلت سفينة ألمانية جديدة لإنقاذ مهاجرين من الغرق في المياه الدولية بالبحر المتوسط.
في مهمتها الأولى أنقذت السفينة “سي بنكس” بمساعدة مركب “نادر” التابع لمنظمة “ريسكشيب” غير الحكومية، إجمالي 83 شخصا خلال عمليتي إنقاذ متتاليتين ليل الأحد الماضي.
وأبحر المهاجرون على متن قوارب معدنية سيئة الجودة، وكان بينهم 28 قاصرا وطفلا وست نساء، “جميعهم مرهقون يعانون من الجفاف ومن دوار البحر”، حسب المنظمات الإنسانية.
والأسبوع الماضي، واجهت سفينة “جيو بارنتس” التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” ظروفا مماثلة لسفينة”أوشن فايكنغ”، بعدما أنقذت 31 مهاجرا، وأبحرت لأربعة أيام إضافية وصولا إلى ميناء مدينة باري جنوب البلاد لإنزال الناجين.
ومنذ عدة أيام يشهد البحر المتوسط ظروفا جوية صعبة وأمواجا عالية، ما دفع منظمة “أس أو أس ميدتيرانيه” إلى التحذير من وقوع حوادث غرق تودي بحياة المهاجرين، مؤكدة على أن “هناك العديد من المغادرين وخطر الخسارة في الأرواح مرتفع”.
وأمس الأثنين، انتقد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان فولكر تورك “عدم الاكتراث” الدولي حيال تزايد مقتل المهاجرين خصوصا غرقا في البحر.
وأعرب أمام مجلس حقوق الإنسان، عن “صدمة جراء عدم الاكتراث” بشأن ازدياد عدد القتلى بين المهاجرين”، وأضاف بأنه “من الواضح أن المزيد من المهاجرين واللاجئين يموتون من دون أن يلاحظهم أحد”.
اقرأ أيضا: إعصار دانيال يضرب ليبيا.. والقتلى بآلالاف
يذكر أن المهاجرين يخاطرون بأرواحهم على متن قوارب متهالكة ومكتظة، يسهل تعرضها لحوادث انقلاب تزهق أرواح المئات سنويا وذلك في سبيل الوصول إلى الجانب الأوروبي من المتوسط.
وكانت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة قد أحصت وفاة أكثر من ألفي مهاجر منذ بداية العام ولغاية نهاية أغسطس/آب الماضي، على طريق البحر المتوسط، عدا عن حوادث الغرق التي تقع بعيدا عن أعين المنظمات والسلطات البحرية.