الجفاف يضرب موسم الزيتون في إسبانيا.. وأسعار الزيت نحو مزيد من الارتفاع
أخبار العرب في أوروبا- إسبانيا
بسبب الجفاف المستمر الذي تشهده إسبانيا، فإن التوقعات تشير إلى أن أكبر منتج في العالم للزيتون يرجح أن يشهد هذا الموسم تراجعا بنحو 60%، وفق ما ذكرت صحيفة” الموندو” الإسبانية.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الخميس، إن انخفاض إنتاج الزيتون سيرافقه ارتفاع في أسعار زيت الزيتون والذي يتزامن مع نقص حاد مع هطول الأمطار وارتفاع شديد في درجات الحرارة صيفا.
وزيت الزيتون أحد أكثر المنتجات استهلاكا في إسبانيا والعالم، ولكنه أصبح أيضا أحد أغلى المنتجات في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع سعر زيت الزيتون بنسبة 38% عن العام الماضي، وفقا لوزارة الزراعة والصيد البحرىي والأغذية في إسبانيا، مما أدى الى لجوء المتاجر الكبرى في البلاد إلى تقنين بيعه.
من جانبها، تقول صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية إن سعر زجاجة زيت الزيتون سعة 1 ليتر يتجاوز الـ 8 يورو، مما دفع المستهلكين إلى المقارنة بين محلات السوبر ماركت بحثا عن العرض الأفضل، وهو ما أدى الى تكدس المستهلكين على المتاجر الكبرى، الأمر الذي أجبر تلك المتاجر تقنن بيعه الى زجاجتين فقط لكل فرد.
ومؤخرا أظهرت بيانات صادرة المجلس الدولي للزيتون، انخفاض الإنتاج العالمي من زيت الزيتون لأدنى مستوى له منذ 6 أعوام، إلى 2.7 مليون طن خلال موسم 2022/2023، مقارنة بنحو 3.5 ملايين طن في الموسم السابق.
يأتي ذلك بدعم من التراجع الملحوظ للإنتاج في إسبانيا أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم، من 1.49 مليون طن، إلى 780 ألف طن خلال موسم 2023.
كذلك، فقد انخفض مخزون زيت الزيتون في إسبانيا خلال شهر يوليو/تموز الماضي بمقدار 73-75 ألف طن، وهو ما لا يكفي البلاد حتى شهر أكتوبر /تشرين الأول المقبل.
وتشير التوقعات إلى بلوغ إجمالي إنتاج زيت الزيتون، في الاتحاد الأوروبي خلال الموسم الحالي إلى 1.3-1.45 مليون طن فقط، مقارنة بمتوسط 5 سنوات والبالغ 2.1 مليون طن.
هذا التراجع أدى لارتفاع أسعار زيت الزيتون عالميا في أبريل/نيسان الماضي لأعلى مستوياتها في 33 عام، لتسجل 6269 دولارا للطن، لتواصل النمو في يونيو/حزيران الماضي مسجلة 7200 دولار، مع توقعات بتجاوز الأسعار لمستوى 10 آلاف دولار للطن في الأشهر القليلة المقبلة.
هذا الارتفاع في أسعار الوقود والغذاء يأتي في سياق التضخم المتفشي الذي يؤثر على العالم بأسره، مدفوعا بشكل أساسي بالحرب الروسية في أوكرانيا والآثار الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا.
ويقول “خوان لويس افيل” رئيس منظمات المزارعين ومربي الماشية في إسبانيا، إن “موجة الحر والجفاف التي ابتليت بها أوروبا أدى الى ارتفاع واضح في أسعار المواد الغذائية وخاصة زيت الزيتون الذي شهد انخفاض كبير في الإنتاج“.
إسبانيا تسجل ثالث أحر صيف منذ 6 عقود
وتستمر حالة الجفاف التي تضرب إسبانيا وباقي دول جنوب أوروبا، حيث سجلت إسبانيا هذا العام ثالث أحر صيف لها منذ بدء السجلات الرسمية قبل 62 عاما، حسبما ذكرت أمس الخميس، وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية.
الوكالة قالت إن درجات الحرارة بلغت ذروتها عند 46.8 درجة مئوية في عدة أيام هذا الصيف، مع استمرار الجفاف الشديد في البلاد.
وذكرت بأن متوسط درجة الحرارة في الصيف كان 1.3 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، مشيرة إلى أنه منذ عام 1961، ارتفع متوسط درجة الحرارة فى البر الرئيسي لإسبانيا بمقدار 1.6 درجة مئوية.
وأضافت بأن فصل الصيف خلال عامي 2022 و2023 كانا الأكثر حرارة في إسبانيا منذ عقود طويلة.
وقالت وكالة الأرصاد الإسبانية، إن الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب من هذا العام في إسبانيا تعادل نفس الفترات في عامي 2022 و2020 باعتبارها الفترة الأكثر سخونة التي تم تسجيلها على الإطلاق فى البلاد خلال تلك الأشهر.
في الوقت نفسه، كان هذا الصيف هو الأكثر هطولا للأمطار منذ مطلع القرن الحالي، على الرغم من أن معظم إسبانيا لا تزال فى قبضة الجفاف، حيث يعاني شمال شرق إسبانيا من أشد موجات الجفاف حدة منذ بدء التسجيل.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت قبل أيام، إن الشهر الماضي لم يكن فقط شهر أغسطس/آب الأكثر سخونة في العالم الذي سجله العلماء على الإطلاق، وكان أيضا ثاني أكثر الشهور سخونة بعد يوليو/تموز 2023.
يشار إلى أنه بحسب المجلس الدولي للزيتون، فإن إسبانيا تساهم بنحو 45% من الإنتاج العالمي من زيت الزيتون، وتصدر ثلثي إنتاجها للخارج.
ويعتمد إنتاج زيت الزيتون يعتمد على التوقيت بشكل كبير، إذ تبدأ الأشجار في التبرعم في شهر مارس/آذار قبل أن تتفتح الأزهار في شهر مايو/أيار، وينمو الزيتون خلال أشهر الصيف قبل الحصاد في الخريف ما بين نهاية سبتمبر/أيلول ولغاية نوفمبر/تشرين الثاني.