أخبار العرب في أوروبا – إيطاليا
اتهمت رئيسة الوزراء الإيطالية اليمنيية “جورجيا ميلوني” الحكومة الألمانية بتمويل عمليات نقل للمهاجرين إلى إيطاليا، من خلال تمويل عمال الإنقاذ الذين ينقلون المهاجرين إلى الشواطئ الإيطالية من البحر المتوسط.
وكتبت مليوني إلى المستشار الألماني رسالة، قالت فيها إنها “مندهشة” من قيام برلين بتمويل المنظمات غير الحكومية دون إخبار روما.
وجاء في رسالتها:”لقد علمت بدهشة أن إدارتكم-دون التنسيق مع الحكومة الإيطالية- قررت تقديم الدعم بأموال كبيرة للمنظمات غير الحكومية المشاركة في استقبال المهاجرين غير الشرعيين في إيطاليا”.
الرسالة المؤرخة في 23 سبتمبر/أيلول وكشفت عنها وكالة “رويترز” أمس الأثنين ذكرت فيها ميلوني كذلك:”أعتقد أن الجهود، بما في ذلك المالية، التي تبذلها دول الاتحاد الأوروبي المهتمة بتقديم دعم ملموس لإيطاليا يجب أن تركز بدلا من ذلك على بناء حلول هيكلية لظاهرة الهجرة”.
وشددت على أنه يتعين على ألمانيا التركيز على مساعدة المهاجرين على أراضيها. واتهمت قوارب الإنقاذ التابعة للمنظمات غير الحكومية بالعمل كعامل جذب للمهاجرين الذين ويزيدون مخاطر عبور البحر المتوسط.
لكن جمعيات الإنقاذ الخيرية ترفض هذا الاتهام، قائلة إن المهاجرين يحاولون العبور من شمال أفريقيا إلى سواحل أوروبا بغض النظر عما إذا كانت هذه الجمعيات تعمل في المنطقة أم لا.
ويقول بعض الساسة الإيطاليين في ائتلاف الحكومة اليميني المتطرف، إنه إذا أنقذت سفن المنظمات غير الحكومية الألمانية المهاجرين في البحر، فيجب إلزامهم بنقل المهاجرين إلى ألمانيا، بدلا من النزول في الموانئ الإيطالية.
اقرأ أيضا: مستشار ألمانيا يطالب بولندا بتوضيحات حول “فضيحة التأشيرات” للمهاجرين
“ماتيو سالفيني” نائب رئيس الوزراء ورئيس حزب الرابطة وهو جزء من الائتلاف، قال “من المخزي أن تقوم الحكومة الألمانية بتمويل سفن الإنقاذ”.
وأضاف في منشور له على منصة (أكس) تويتر سابقا:”الحكومات الأجنبية تمول مجموعات أجنبية خاصة، لملء إيطاليا بالمهاجرين غير المصرح لهم ،إنه أمر مخز وغير مقبول”.
وفي وقت لاحق أمس قال سالفيني في مناسبة عامة:”إنه لأمر مخز وعار ،إنه عمل عدائي أن تقوم دول أجنبية بتمويل جمعيات خاصة أجنبية لجلب المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا”.
وأضاف سالفيني، الذي يشغل أيضا منصب وزير النقل :”يبدو الأمر كما لو أن إيطاليا تمول جمعيات في فرنسا أو ألمانيا لتسهيل المخالفات”.
وطالب الحكومة الألمانية “التوقف عن تمويل أولئك الذين يشاركون في التدفق غير المقبول للمهاجرين غير الشرعيين إلى بلادنا”.
أيضا فقد اتهم وزير الدفاع الإيطالي “جويدو كروسيتو” ألمانيا بزيادة العبء على إيطاليا من خلال رعاية قوارب الإنقاذ.
وقال إن”الدعم المالي الألماني لمجموعات الإنقاذ لم يكن ما توقعته إيطاليا من صديق وحليف”، مضيفا:”كنت أتوقع المساعدة والتضامن في لحظة الصعوبة، كما اعتدنا نحن الإيطاليون أن نفعل مع جميع البلدان عندما تواجه صعوبات”.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها تقدم الدعم المالي لسفن الإنقاذ البحرية المدنية والمشاريع البرية، مؤكدة أن إنقاذ الناس في البحر هو “واجب قانوني وإنساني وأخلاقي”.
والدعم الألماني يتضمن تقديم تمويل بقيمة 790 ألف يورو لمنظمة ألمانية غير حكومية تسمى (SOS Humanity)، والتي تنقذ المهاجرين في البحر المتوسط بعد أن ينطلقوا على متن قوارب من تونس وليبيا نحو سواحل أوروبا الجنوبية.
اقرأ أيضا: فرنسا تؤكد رفضها استقبال مهاجرين من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية
وقد أثارت أزمة الهجرة الأخيرة التوتر بين إيطاليا وفرنسا بشأن الجهود الفرنسية لمنع المهاجرين من عبور الحدود المشتركة بينهما، والتي تمتد من الريفييرا الإيطالية حتى جبال الألب البحرية.
وكان قد وصل الأسبوع الماضي، نحو 8500 مهاجر إلى جزيرة لامبيدوزا وحدها في غضون 48 ساعة، وهذا العدد يتجاوز بشكل كبير عدد سكان الجزيرة.
وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية إلى أنه منذ بداية العام ولغاية الـ 20 سبتمبر/أيلول الجاري، وصل إلى البلاد أكثر من 133 ألف مهاجر مقارنة بـ 70 ألفا في الفترة نفسها من العام الماضي.