أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
أثارت تصريحات أدلى بها زعيم المعارضة في ألمانيا “فريدرتش ميرتس” حول طالبي اللجوء، جدلا كبيرا في الإعلام والأوساط السياسية الألمانية.
هذا الجدل جاء بعدما قال “ميرتس” أثناء مشاركته في حوار تلفزيوني، قبل أيام، أن طالبي اللجوء في ألمانيا :”ممن لا يحق لهم الحصول على اللجوء يذهبون لطبيب الأسنان ليحصلوا على أسنان جديدة على حساب دافعي الضرائب”، مؤكدا أنه في الوقت نفسه” لا يحصل المواطنون الألمان على موعد لدى الطبيب”.
وادعى “ميرتس” زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، أنه يوجد في ألمانيا قرابة 300 ألف لاجئ ممن تم رفض طلبات لجوئهم لكن لا يمكن ترحيلهم.
وتسببت هذه التصريحات في أثارت الجدل حول الأسباب الحقيقة لاختيار أعداد كبيرة من اللاجئين الواصلين إلى أوروبا ألمانيا تحديدا.
بعد هذا التصريحات، فند الكثير من السياسيين والصحف الألمانية، ما جاء على لسان “ميرتس”، مؤكدين بأنه “لا يسمح لطالبي اللجوء في أول 18 شهر بعد وصولهم ألمانيا بالحصول على أسنان جديدة وإنما يحصلون على الحق بعلاج أولي يشمل معالجة الالتهابات والحالات الحرجة فقط”.
وبحسب السياسيين والإعلام الألماني، فإنه بعد ذلك “يحصل طالبو اللجوء على الحق في الرعاية الصحية الكاملة بحسب وضع كل منهم”، مشيرين إلى أنه “من يتم رفض طلب لجوئه ويتعذر ترحيله يحصل فعليا على رعاية صحية كاملة، بما فيها الحق في علاج أسنانه”.
بينما” قسم ممن يتوجب ترحيلهم لا يحصلون على الحق بالرعاية الصحية الكاملة بسبب قيامهم عمدا بإعاقة عملية ترحيلهم إلى بلدانهم”.
وكان ميرتس قال الأسبوع الماضي، إن على ألمانيا الاحتذاء بنموذج الدانمارك في التعامل مع أزمة اللاجئين الحالية.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “أوغسبورغر ألغيماينه” أن على ألمانيا وقف منح طالبي اللجوء أموالا نقدية والاستعاضة عنها بمساعدات عينية، مشددا على ضرورة أن يتم تجميع طالبي اللجوء ممن صدرت قرارات بترحيلهم في أماكن مخصصة لهم، حتى يتم ترحيلهم.
علما أن الدنمارك تعمل منذ عدة سنوات على سن قوانين للحد من الهجرة للبلاد، وهو ما حصل بالفعل، فضلا عن وضع المهاجرين الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل في أماكن مخصصة (أقرب للسجن) في حال تعذر ترحليهم لبلدانهم الأصلية.
وتتصاعد في ألمانيا الأصوات من قبل المعارضة وكذلك من قبل الائتلاف الحاكم لضرورة الحد من تدفق اللاجئين إلى البلاد، وذلك على أثر اكتظاظ مراكز استقبال اللجوء، واستمرار زيادة تدفق المهاجرين نحو ألمانيا.
اقرأ أيضا: مستشار ألمانيا يؤكد ضرورة إتمام حزمة إصلاح قانون اللجوء في أوروبا
لكن يبدو أن هذا التصعيد سببه الأول هو ارتفاع شعبية حزب” البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، الذي يتخذ من قضية معاداة المهاجرين واللاجئين نقطة ارتكاز لما يعانيه الألمان من تراجع للمستوى المعيشي وارتفاع التضخم لمستويات قياسية.
وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن حزب” البديل” بات في المركز الثاني بين الأحزاب الألمانية برصيد 22 % من نوايا التصويت، خلف الاتحاد المسيحي (المعارض) الذي حافظ على تصدره بنسبة 27%.
وفي ألمانيا يعيش حاليا قرابة 280 ألف لاجئ ينبغي ترحيلهم، منهم 225 ألف ينطبق عليهم ما قاله ميرتس، أي أنهم يحصلون على الحق بالرعاية الصحية الكاملة، بحسب ما أفادت به بعض وسائل الإعلام الألمانية.