أخبار العرب في أوروبا -ألمانيا
اختتمت في العاصمة الألمانية برلين، اليوم السبت، فعاليات اللقاء السوري الديمقراطي، والذي عقد بهدف إعادة طرح القضية السورية على طاولة المجتمع الدولي سياسيا، بعد نحو 13 عاما من الثورة السورية ضد نظام حكم بشار الأسد.
شارك بالمؤتمر الذي عقد على مدار يومي الجمعة والسبت، عشرات من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، إضافة لوجود العديد من السياسيين الألمان.
يأتي هذا المؤتمر بهدف بناء كيانٍ سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنية والشخصيات السورية المستقلة.
وأدار الجلسة الختامية للمؤتمر “خالد حسين”، بمشاركة أعضاء الأمانة العامة الذين تم انتخابهم (التكتل الوليد) على رأسهم “مروان خوري” و”حسان الأسود”، والعميد “مصطفى فرحات”.
يقول “مروان خوري”، ممثل التكتل السوري، إنه من المقرر أن تعقد الأمانة العامة المنتخبة اجتماعها للإعلان عن برنامجها، مشيرا إلى أن الخطوات المقبلة ستركز على “التواصل مع الأطياف السورية المختلفة وعقد لقاءات مع اكبر عدد من القوى السورية التي تؤمن بالديمقراطية”.
تابع قائلا:”سيتم التركيز على حشد المجتمع الدولي من جديد نحو مطالب السوريين، وتنفيذ القرارات الدولية الصادرة بشأن الأزمة السورية”.
بدوره، دعا “حسان الأسود” ممثل المجلس السوري للتغيير، والفائز بالانتخابات في اللقاء السوري الديمقراطي، إلى”ضرورة الصبر وإعطاء التكتل الجديد فرصة كافية لتحقيق تطلعات السوريين الحالمين بالديمقراطية”، كما قال.
وأعرب “الأسود” عن استنكاره الشديد للهجوم والانتقادات التي طالت اللقاء والمشاركين به، مشددا على أن “تنظيم هذا اللقاء استغرقت جهدا كبيرا من اللجنة التحضيرية، وهنا انتهت مهمة اللجنة التحضيرية وجاء الدور على الهيئة المنتخبة”.
وقال إن”اللقاء الديمقراطي السوري عليه مسؤولية هائلة بعد تشكيل الهيئة العامة”، منوها إلى ضرورة وضع خطة متكاملة للمرحلة المقبلة.
الأسود شدد بالقول:”نحن أمانة عامة منتخبة، هدفنا وضع طريقة عمل جديدة مع وضع آليات للمحاسبة.. نحن متطوعين نعمل من لحمنا ودمنا ومن جهدنا لهذا قدموا لنا مساحة ووقت لوضع خارطة الطريق”.
أما العميد “مصطفى فرحات”، ممثل التجمع الوطني السوري، فقد أكد على أن “السوريين كان لديهم وعي سياسي بعد اندلاع الثورة ولم يكن هناك خطاب طائفي ضمن شعاراتها”.
وأوضح في هذا الصدد قائلا:“في أثناء الثورة كان هناك وعي سياسي لدى السوريين وكان الأمر بمثابة واحة للديمقراطية، لكن مع الأسف تحولت بعد ذلك إلى خطابات طائفية بمخطط من النظام السوري نظام الأسد”.
فعاليات المؤتمر
وكانت الجلسة الأولى للمؤتمر أمس الجمعة، قد ناقشت السياسة الأوروبية تجاه القضية السورية في ظل التطبيع الإقليمي مع النظام السوري وتغيّر الاصطفافات السياسية عالميا، فضلا عن العلاقة بين الحرب الروسية على أوكرانيا والقضية السورية.
وتحدثت بالجلسة كريستين هيلبيرغ (خبيرة وصحفية ألمانية مهتمة بالشأن السوري)، ورودريش كيسينفتر عضو البرلمان عن حزب (CDU) في لجنة العلاقات الخارجية، ونيلس شميت عضو البرلمان عن حزب (SPD) رئيس في لجنة العلاقات الخارجية ومتحدث باسم حزبه حول السياسة الخارجية.
وفي الجلسة الثانية، أمس، تمت مناقشة قوة المجتمع المدني وتأثيره بين الواقع والمأمول، بحضور شتيفان شنيك (سفير ومبعوث خاص للملف السوري في وزارة الخارجية الألمانية).
واختتمت فعاليات اليوم الأول بانتخابات جرت بين المشاركين لتشكيل الكيان السوري الجديد.
وفي اليوم الثاني للمؤتمر (اليوم السبت) تم الإعلان عن القيادة المنتخبة للقاء الديمقراطي، فضلا عن تشكيل الأمانة العامة والمكاتب وتسمية منسقيها، حيث تم تلاوة البيان الختامي الصحفي ووثيقة المبادئ الأساسية (وثيقة برلين)
ما هو اللقاء السوري الديمقراطي؟
اللقاء السوري الديمقراطي هو مجموعة من السوريين والسوريات الديمقراطيين، المؤمنين بأحقية الشعب السوري في المطالبة بالعيش الحر الكريم، تحت مظلة دستور يمثل كل أفراده وجماعاته، بهدف توحيد جهود القوى والشخصيات الديمقراطية الليبرالية السورية ضمن كيانٍ تنظيميٍ مستدام.
يعتمد اللقاء السوري على الحوكمة وبناء الكفاءات ليكون قادرا على تنفيذ برامج عمله، بهدف الوصول إلى تمثيلِ قضايا الشعب السوري وسدّ الفراغ السياسي بشكلٍ مؤثرٍ وفاعل.
إضافة لذلك، يرغب اللقاء الديمقراطي في أن يكون الأكثر حضورا في الشارع السوري، والممثل لجميع القوى الديمقراطية السورية، والأبرز سوريا في اعتماد منهجيات الحوكمة وبناء القدرات، والمُعتمد في الدبلوماسية الدولية، والأكثر تأثيرا في صنع الحل السياسي السوري.
اقرأ أيضا: بسبب قصف درعا.. فرنسا تصدر مذكرات توقيف بحق 4 مسؤولين سابقين في النظام السوري
كما يسعى هذا التجمع لبناء كيانٍ سياسي تحالفي، يضم مجموعة من الكيانات السياسية والمدنية والشخصيات المستقلة.
أيضا من بين أهداف التحالف إعادة صياغة الخطاب السياسي السوري ليكون أكثر عقلانية وقدرة على الفعل، وانتهاج مسار واقعي مرن قادر فعلا على إحداث تغيير جذري في شكل الدولة السورية.
كذلك، تحقيق أهداف الشعب السوري بالانتقال السياسي من دولة الاستبداد ونظام القمع إلى دولة المواطنة وكرامة الإنسان، عبر الأدوات المتاحة.