أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية وصفتها بـ” الخطيرة” ناقشها حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف وتستهدف المهاجرين والألمان الحاصلين على الجنسية الألمانية من أصول مهاجرة.
المجلة ذائعة الصيت أفادت في تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، بأن الحزب اليميني ناقش خطة سياسية بشكل سري ”لطرد ملايين الأشخاص من ألمانيا، حتى لو كانوا ألماناً من أصول مهاجرة”.
وقالت إنه في اجتماع وصفته المجلة بأنه “ذات طابع تآمري”، قيل إن سياسيين مؤثرين من حزب البديل ناقشوا خطة عنصرية مع المتطرفين الألمان نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في أحد فنادق منطقة بوتسدام جنوب العاصمة برلين.
وأضافت نقلا عن مصادرها بإن “سياسيين مؤثرين من الحزب ناقشوا، مع متطرفين يمينيين آخرين وممثلي أحزاب متطرفة ضد الأجانب، خطة سرية من أجل توضيح كيف يمكنهم ترحيل أو إجبار الأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة على الرحيل بشكل جماعي من ألمانيا. حتى لو كانوا مواطنين ألمان”.
أيضا فإنه هذه الأنباء تظهر من خلال البحث الذي أجرته منظمة “Correctiv” والذي نشر اليوم الأربعاء، متضمنا صورا للمشاركين. كما قدمت منظمة السلام الأخضر البيئية وثائق إلى منظمة “Correctiv”.
ويبدو أن الدعوة للاجتماع تمت عبر رسائل بريدية فقط حتى لا يترك أي آثار رقمية.
بحسب البحث كان “رولاند هارتويغ” حاضرا. والذي شغل منصب رئيس مكتب حزب البديل في السابق وكان عضوا في البرلمان (البوندستاغ) ويعمل حاليا مستشارا شخصيا لزعيمة الحزب “أليس فايدل”.
المشاركون في الاجتماع والخطة المزعومة
تقول دير شبيغل إنه شارك في الاجتماع أيضا “أولريش سيغموند” زعيم المجموعة البرلمانية لحزب البديل عن ولاية ساكسونيا أنهالت، إضافة لـ “غيريت هوي” عضو البوندستاغ التابع لحزب البديل، فضلا عن نائب حزب البديل في بوتسدام، تيم كراوس. وأولريش فوسغيراو، ويعمل في مؤسسة “ديسيديريوس إيراسموس” التابعة للحزب المتطرف.
كما أكدت بأن نشطاء من “حركة الهوية” اليمينية المتطرفة، كانوا حاضرين أيضا ضمن الاجتماع، كذلك ماريو مولر، وهو من النازيين الجدد المدانين بالعنف والذي يعمل الآن مع عضو حزب البديل في البوندستاغ “يان فينزل شميدت” وكاتب الخطة “مارتن “سيلنر”.
تؤكد دير شبيغل أن المجموعة قدمت “خطة رئيسية” لـ “إعادة الهجرة”، كما أطلق عليها المنظمون، مشيرة إلى أن الأمر كان يتعلق بترحيل أو تهجير ملايين المهاجرين، وكان على الألمان من ذوي الخلفيات المهاجرة أيضا مغادرة ألمانيا.
وهو ما أكده كذلك موقع “Correctiv” الذي أشار إلى أنه لم يكن هناك أي انتقاد للخطة، بل على العكس من ذلك.
كذلك، جرى الحديث خلال الاجتماع السري عن ضرورة حث السلطات في ساكسونيا أنهالت لتضييق العيش في الولاية وجعله غير جذاب قدر الإمكان لهؤلاء الأشخاص. أي الأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة الذين لا يمكن ترحيلهم ببساطة.
وقالت المجلة إن السياسية “هوي” التي اعتُبرت لفترة طويلة “معتدلة” داخل حزب البديل، هي من جلبت “مفهوم إعادة الهجرة” إلى الحزب قبل سبع سنوات.
حتى أن المجموعة ناقشت كيف يمكن وضع هذا المفهوم موضع التنفيذ إذا أصبح الحزب ضمن مسؤولية الحكومة، وفقا لموقع “Correctiv” الذي ذكر بأن الأمر كان يتعلق أيضا بـ“دولة نموذجية” في شمال إفريقيا يمكن “نقل” ما يصل إلى مليوني شخص إليها. ويمكن للأشخاص الذين يدعمون اللاجئين في هذا البلد الذهاب إلى هناك أيضا.
تعليقا على هذه التقارير أصدر حزب البديل بيانا بعد ظهر اليوم الأربعاء، قال فيه أن اجتماع الشخصيات السياسية لم يكن اجتماعا رسميا للحزب.
وقال متحدث باسم الحزب: “لن يغير حزب البديل من أجل ألمانيا موقفه بشأن سياسة الهجرة”.
حزب البديل يتصدر ولايات الشرق الألماني
وتأتي هذه الفضيحة للحزب الشعبوي، في وقت يشهد زيادة متواصلة في نسبة تأييد الألمان له لاسيما خلال الأشهر الأخيرة، حتى بات ثاني أكثر أحزاب البلاد تأييدا، لاسيما في الولايات الشرقية.
وكانت نتائج استطلاع للرأي صدرت في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أظهرت أن نسبة كبيرة من سكان الولايات الألمانية الخمس التي كانت تشكل “ألمانيا الشرقية” سيصوتون لصالح “حزب البديل”.
الاستطلاع الذي أجراه معهد”فيريان”( Verian) لصالح مجلة دير شبيغل، أكد أن 32% من سكان تلك الولايات سيصوتون لحزب البديل في الانتخابات البرلمانية القادمة.
والولايات هي: “براندنبورغ” و”مكلنبورغ-فوربومرن” و”ساكسونيا” و”ساكسونيا-أنهالت” إضافة لولاية “تورينغن”.
بحسب الاستطلاع، فإن أقرب منافس للحزب المتطرف في تلك الولايات، هو الاتحاد المسيحي الديمقراطي المعارض بـنسبة 24% يليه الحزب الاشتراكي الحاكم بـ 12% فقط.
اقرأ أيضا: قيادي في الائتلاف الحاكم بألمانيا يتحدث عن أسباب صعود حزب “البديل” الشعبوي
كما كشف أحدث استطلاع للرأي عن حصول الحزب المتطرف على نسبة 22% من الأصوات على مستوى ألمانيا، وهي أعلى نسبة يصل إليها الحزب منذ تأسيسه.
بهذه النسبة فإن الحزب اليميني بات الأول على مستوى ألمانيا، متفوقا على الأحزاب الثلاثة في ائتلاف المستشار، أولاف شولتز، (الديمقراطيون الاشتراكيون، وحزب الخضر، والديمقراطيون الأحرار الليبراليون).
ويرى خبراء أن ارتفاع شعبية الحزب، قد جعلت العديد من السياسيين في اليمين المعتدل ينجرف إلى نقاش بشأن أمور الهجرة والأعراق في البلاد، لدرجة أن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي”فريدريك ميرز” الذي ينتمي إلى يمين الوسط، قد أثار مؤخرا ضجة عندما وصف حزبه بأنه بديل مقبول لـ”البديل لأجل ألمانيا”.