أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أعلن مسجد باريس عن إطلاق مشروع لترجمة جديدة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية بما “يتناسب مع العصر”.
وسائل إعلام فرنسية قالت إن هذا المشروع يعد أبرز ما يطمح لتنفيذه المسجد خلال العام الجاري 2024، وذلك بالنظر لحاجة المسلمين في فرنسا إلى فهم سليم للنصوص الدينية.
في هذا السياق قال “شمس الدين حفيظ” عميد المسجد في كلمته الافتتاحية لعام 2024، إن الترجمة الجيدة ستهدف “لضمان أن يتمكن المسلمون الناطقون بالفرنسية في عصرنا من فهم الرسالة القرآنية بشكل مناسب”، مشيرا إلى أن الترجمة السابقة للقرآن تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
عميد المسجد أكد بأن”فريقا متعدد التخصصات يتكون من “علماء دين، وخبراء في الدراسات القرآنية، وخبراء في الثقافة الإسلامية، ولغويين، ومترجمين من طراز رفيع” سيتولى مهمة ترجمة النص الديني.
وأشار إلى أن عملية الانتقاء ستكون من خلال دعوة مفتوحة للتقدم للمشروع تم نشرها على موقع المسجد الكبير في باريس حتى يوم الاثنين 15 يناير/ كانون الثاني الجاري.
ورغم أن المهمة صعبة للغاية بسبب التعقيد اللغوي والتفاصيل الدقيقة الموجودة في النص القرآني، إلا أن “حفيظ” يؤكد تعويله على نجاح المهمة.
وبحسب ما أكده عميد المسجد، فإنه من خلال الخطوات المعتمدة سيتم تشكيل فريق متعدد التخصصات يتكون الفريق من مجموعة متنوعة من المتخصصين في مجال الدراسات الإسلامية، وذلك لدراسة النص القرآني بعناية لفهم معانيه ودلالاته للوصول إلى ترجمة دقيقة وغنية بالمعنى.
وأضاف بأن الترجمة ستكون بلغة بسيطة وواضحة، حيث سيحرص الفريق على الحفاظ على المعنى الأصلي للنص القرآني قدر الإمكان ثم مراجعة الترجمة من قبل مجموعة من الخبراء، وذلك للتأكد من دقتها وملاءمتها للمسلمين الناطقين بالفرنسية.
نبذة عن مسجد باريس الكبير
يمثل مسجد باريس أكبر مؤسسة إسلامية دينية في فرنسا، وله شبكة واسعة من المساجد والجمعيات التي تتبعه في كامل الأراضي الفرنسي.
بُني المسجد تكريما لـ70 ألف مسلم ماتوا من أجل فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، ولكن أيضا لأسباب جيواستراتيجية، بحسب محللين.
في عام 1920، تم التصويت في البرلمان الفرنسي على مشروع قانون ينص على إنشاء معهد إسلامي بما في ذلك مسجد ومكتبة وقاعة مؤتمرات، وذلك بعد 15 سنة من قانون 1905 لفصل الكنيسة عن الدولة.
اقرأ أيضا: “رشيدة داتي” يمينية من أصول عربية تصبح وزيرة الثفافة في فرنسا
في مارس/آذار عام 1922 تم تحديد اتجاه غرفة الصلاة المستقبلية بالنسبة لمكة. وبتاريخ الـ 19 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، تم الافتتاح الرسمي لأعمال المبنى المستقبلي، بحضور المارشال هوبير ليوتي، الاستراتيجي العسكري والشخصية الرمزية للاستعمار الفرنسي في المغرب.
لكن الافتتاح الرسمي لمسجد باريس الكبير كان في عام 1926، وذلك بحضور شخصيات فرنسية وإسلامية بارزة.
وزار المسجد العديد من رؤساء فرنسا كان آخرهم الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، كذلك فعل العديد من وزراء الداخلية والشؤون الدينية المتعاقبون.
وفرنسا تضم أكبر أقلية مسلمة في أوروبا الغربية، حيث يبلغ عدد المسلمين فيها حوالي 5 ملايين، وفقا لأرقام الداخلية الفرنسية، ويعد الدين الإسلامي الثاني في البلاد.