اقتصاد واعمالتقاريرمجتمع

مطبخ “مرام”.. مأكولات حلب على موائد الألمان

حسام حميدي – العرب في أوروبا

عندما يدعوك “حلبي” إلى الطعام يُصر ألا تقوم عن المائدة إلا بعد أن تلتزم بقانون الأكل الحلبي المتنوع المذاق جراء تأثره بالمطبخ  الفارسي والتركي والأرمني.. “عيار الشبعان أربعين لقمة”.

عادات وتقاليد كثيرة أصر الحلبيون أن ينقلوها ويدخلوا من خلالها  إلى بطون الألمان وقلوبهم ،الحلبية “مرام باشا”   صاحبة مشروع  المطبخ الحلبي الذي بدأ قبل أشهر تروي  تجربتها لـ”أخبار العرب في  أوربا” فتقول” “عندما بدأت بتعلم اللغة  والتعرف على الحياة في ألمانيا شعرت بأن العمل هو أكثر ما أحتاج إليه، وكوني سيدة منزل قررت أن أدخل إلى سوق العمل من خلال مطبخي الصغير، ولكن   فكرة الترويج للطبخ الشرقي في مجتمع غربي كانت بثابة تحدٍ كبير لاختلاف العادات وثقافة الأكل بين الشعبين -السوري والألماني-  ، إضافة إلى صعوبة  التواصل مع الألمان بسبب حاجز  اللغة”.

تضيف “مرام الباشا”: “اعتمدت في البداية على الوسط السوري والعربي المحيط بها، وبدأت بتحضير الطعام للشباب العزابيين، و تأمين متطلبات الحفلات أو الولائم التي تقيمها بعض العائلات السورية المقيمة في المنطقة التي أسكن بها، ولكن المردود المالي كان قليلاِ”.

ماراتون الألف ميل باتجاه النجاح يبدأ بوجبة أو اثنتين  بحسب “مرام”  فتوضح: ”انتسبت إلى إحدى الجمعيات الألمانية المهتمة بإنشاء حفلات يذهب ريعها لصالح دعم الأطفال المحتاجين والفقراء في مناطق مختلفة من العالم، وكنت أقوم بإعداد الوجبات الشرقية، ومع الوقت لمست رغبة الألمان للاطلاع  على ثقافتنا، واقبالهم على الأطعمة السورية”.

 وتتابع” كل هذا شجعني ودفعني لافتتاح دورات  لتعليم الطبخ  ونقل ثقافة الأكل السوري والحلبي بشكل خاص وتعريف الألمان به، فالمطبخ العربي والشرقي متنوع وفيه الكثير من الأطباق”.

وعن الصعوبات التي تواجهها “الباشا”  تقول”عانيت في بداية الأمر من صعوبة تأمين بعض المواد الغذائية والبهارات المطلوبة للحصول على النكهة الأصلية للطعام، ومازلت أعاني من موضوع اتقان  اللغة ولا سيما أني أطمح إلى تطوير عملي وأبحث عن فرص جديدة لتوسيع  مطبخي، واليوم وصلت إلى قدرت التواصل مع المشاركين في الدوارت التي أقدمها إلا أنني أضطر إلى استخدام لغة الإشارة في بعض الأحيان”.

منتجات الطباخة “مرام”  دخلت إلى الأقسام  المخصصة للأطعمة الجامدة في المحلات التجارية  “آلدي – نيتو  – ليدل” وبدأت تلق رواجاً بين الألمان فتوضح”  الألمان شعب يتقبل الأخر ويحب أن يجرب  كل شيء، و لمست هذا الأمر من خلال التعامل مع المشاركين في دورات تعلم الطبخ، وما شجعني للاستمرار في عملي أكثر  أن حجابي لم يشكل حجر عثرة أمام طموحي وعملي”.

وعن طموحها المستقبلي تقول الباشا:” اتمنى أن يتوسع عملي في المستقبل القريب ويضم نساء سوريات أخريات، ويجب علينا أن نوصل الصورة الحقيقية لطبيعة المجتمع السوري والمرأة السورية بشكل خاص، من خلال دخول سوق العمل والمنافسة ”.

وختمت : “ثقافتنا لا تنحصر بالطعام فقط، وإنما في الكثير من نواحي الحياة، وكوني ربة منزل اخترت الطبخ  لدخول سوق العمل والاندماج  بالمجتمع بأسرع وقت “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ألف مليون مبروك يا غالية
    بالتوفيق الدائم، أنا بشهدلك طبخك و ترتيبك للأكل شيء فوق الوصف.
    اعزميني أكتر مشان أشهدلك أكتر 😂😂
    بالنجاح الدائم يا رب و

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى