أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
تشهد ألمانيا من فترة قلق متزايد حول مستقبل الديمقراطية، لاسيما بعد الكشف عن اجتماع قادة اليمين الشعبوي لبحث إعادة “ملايين المهاجرين في ألمانيا حتى المجنسين منهم”.
لهذا دعا مسؤول بارز من الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، الأحزاب الأخرى لتشكيل “حزب الوسط” بشأن قضايا الهجرة كحل، بهدف مواجهة اليمين المتطرف.
وطالب رئيس حكومة ولاية شمال الراين-فيستفاليا “هندريك فوست” الحكومة الاتحادية التعاون في وضع حدود للهجرة في ظل ارتفاع مستويات التأييد لحزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي.
وأضاف “فوست” في تصريح لصحيفة “تاغس شبيغل أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر، أمس الأحد:”قوة الشعبويين والمتطرفين منبعها عدم قدرة الديمقراطيين على التصرف”.
وأوضح:”يسري هذا بصفة خاصة على واحدة من كبرى المشكلات في عصرنا: وهي قضية الهجرة”، ودعا لتشكيل “تحالف الوسط”.
القيادي في الحزب المحافظ، دعا أيضا إلى عقد لقاء عاجل بين المستشار أولاف شولتس ورؤساء حكومات الولايات من أجل تقييم تأثير الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن فيما يتعلق بسياسة الهجرة .
وشدد على أن”عقد اجتماع خلال الأسابيع القادمة يعد أمرا ضروريا للغاية”.
وكانت وسائل إعلام ألمانية قد كشفت قبل أيام عن مناقشة شخصيات يمينية متطرفة من بينها قيادات في حزب “البديل” نظريات راديكالية عن سياسة الهجرة خلال لقاء سري في مدينة بوتسدام قرب العاصمة برلين خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وتسبب الكشف عن هذا الاجتماع جدلا واسعا داخل البلاد، كما برزت أصوات تندد بتوجهات الحزب الذي يشكل أكبر كنلة معارضة حاليا داخل البرلمان الألماني “البوندستاغ”.
ومن بين الأصوات التي دعت إلى حضره لكون أن حزب “البديل” لم يعد “صوتا غاضبا”، وإنما هو “عبارة عن حزب نازي”، كما قال فوست في تصريحاته أمس.
اقرأ أيضا: دير شبيغل تكشف عن خطة خطيرة ناقشها حزب “البديل” الألماني سرا حول المهاجرين
وكانت قد حرجت أمس الأحد، مظاهرات حاشدة في عدة مدن ألمانية من بينها العاصمة برلين، وذلك للتنديد باليمين المتطرف في البلاد.
وبلغ عدد المشاركين في مظاهرة برلين التي نظمت أمام بوابة براندنبورغ الشهيرة قرابة 25 ألفا.
في حين تجمع عدة آلاف الأشخاص في مدينة بوتسدام، للإعراب عن الاحتجاج على اليمين.
وكان من بين المشاركين في هذا التجمع المستشار أولاف شولتس، ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك.
يأتي هذا في يشهد حزب”البديل” زيادة متواصلة في نسبة تأييد الألمان له لاسيما خلال الأشهر الأخيرة، حتى بات ثاني أكثر أحزاب البلاد تأييدا، لاسيما في الولايات الشرقية.
وكانت نتائج استطلاع للرأي صدرت في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أظهرت أن نسبة كبيرة من سكان الولايات الألمانية الخمس التي كانت تشكل “ألمانيا الشرقية” سيصوتون لصالح حزب “البديل”.
