أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
نددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية غير الحكومية، بالظروف غير الإنسانية التي يواجهها المهاجرون القصر غير المصحوبين في مدينة مرسيليا ثاني أكبر مدن فرنسا.
ووفقا للمنظمة فإن”نصف المهاجرين القاصرين ينتهي بهم الأمر في الشارع، ويتركون بلا أي رعاية بسبب تقييمات عمرية سريعة وتعسفية”.
واستنكرت “رايتس وواتش” ظروف معاملة الأطفال الأجانب غير المصحوبين بذويهم في مرسيليا، وقالت في هذا الصدد إن”نصفهم يُرفض الإعتراف بهم كقاصرين، ويجدون أنفسهم محرومين من حقوقهم في السكن والصحة والتعليم. على إثر تقييمات عمرية تعسفية”.
وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته، أمس الأول الثلاثاء، بأنه “غالبا لا تأخذ في الاعتبار ضغوط ما بعد الصدمة التي تؤثر على الأغلبية الساحقة منهم، ومما عانوه في كثير من الأحيان من سوء المعاملة في ليبيا قبل عبور البحر الأبيض المتوسط المحفوف بالمخاطر”.
وذكرت بأن السلطات الفرنسية “تقوم في غضون 48 ساعة بتحديد العمر، وطرد الأطفال الذين يتم اعتباهم بالغين من أماكن الإقامة الطارئة”.
التقرير المكون من 74 صفحة والذي جاء تحت عنوان: “هذه ليست فرنسا التي تخيلتها” خلص الى أن السلطات في مرسيليا “تتخلى عن الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية في الشوارع، دون العلاج أو الدعم النفسي والاجتماعي أو المراقبة الطبية. ويُرفض الاعتراف الرسمي بوضعهم كأطفال”.
كذلك، فقد أكد التقرير بأن “هذه القرارات يتم إلغائها بالنسبة لما يقرب من 75% لاحقا من أولئك الذين يستأنفون حيث يثبتون أنهم في سن دون الـ 18″، مضيفة بأن” فحص الطعون من قبل المحاكم قد يستغرق أشهرا أو حتى سنوات”.
لكن وفق تأكيد المنظمة الدولية الحقوقية فإن “الأطفال خلال هذه الفترة ييتم حرمانهم من المأوى والخدمات الطارئة مثل المساعدة القانونية والوصاية والحماية الصحية الشاملة فضلا عن حق التعليم”.
ودعت المنظمة المسؤولين الفرنسيين إلى أن يضمنوا عدم تشرد الأطفال، وتلبية احتياجاتهم الصحية، وتمكينهم من الحصول على التعليم، وهم يمارسون حقهم في مراجعة التقييمات السلبية لأعمارهم.
اقرأ أيضا:وفاة طفل جوعا بجوار جثة والده في بريطانيا تثير صدمة واسعة في البلاد
في هذا السياق، قال “مايكل بوتشينيك” مستشار أول لحقوق الطفل في رايتس ووتش: “لا ينبغي إجبار أي طفل على النوم في الشوارع بينما يجري حل مشكلة أهليته للحصول على الخدمات على المدى الطويل”.
وأضاف بالقول:”من المخزي بشكل خاص إخضاع الشباب لعدم اليقين وانعدام الأمن هذا عندما تكون الغالبية العظمى من أولئك الذين يستأنفون تقييماتهم السلبية لأعمارهم، ينجحون في نهاية المطاف”.