أخبار العرب في أوروبا – سويسرا
صوت السويسريون يوم أمس الأحد لصالح رفع المعاش التقاعدي، لكن في الوقت نفسه رفضوا رفع سن التقاعد، وفقا للنتائج النهائية.
ورغم التصويت لصالح رفع المعاش التقاعدي فقد رفض الشعب السويسري بأغلبية ساحقة مبادرة رفع سن التقاعد وربطه بمتوسط العمر المتوقع لضمان التمويل الكامل لنظام التقاعد الحكومي.
وبحسب النتائج فقد أيد 58.2 % من الناخبين مبادرة “من أجل حياة أفصل في سن التقاعد التي تقترح إضافة راتب تقاعد شهري لمساعدة المتقاعدين على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة المرتفعة في سويسرا. كما أيدت أغلبية الكانتونات في سويسرا هذا المقترح.
وتنص المبادرة على دفع معاش تقاعدي شهري ثالث عشر كل عام من نظام معاشات المتقاعدين بدلا من 12 شهرا، على غرار الراتب الشهري الثالث عشر الإضافي الذي يحصل عليه العديد من الموظفين في سويسرا.
وفاق حجم التأييد الشعبي للمبادرة توقعات استطلاعات الرأي السابقة (53 % قبل التصويت بعشرة أيام).
وبحسب الإعلام المحلي، فإن هذه النتيجة تمثل نصرا تاريخيا في الدولة الواقعة في جبال الألب، حيث تُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها قبول مبادرة يسارية لإصلاح نظام التقاعد الحكومي السويسري.
بالإضافة إلى أغلبية أصوات المواطنين، فقد حظيت المبادرة أيضا بموافقة أغلبية الكانتونات.
وكانت المبادرة التي أطلقتها النقابات ودعمتها أحزاب يسار الوسط لتحسين القدرة الشرائية للمتقاعدين، قد حظيت بدعم واضح من السكان.
ويقول الفريق المؤيد إن نظام التقاعد يتمتع بوضع جيد، وأن الزيادة ستكون ميسورة التكلفة وضرورية.
وبموجب هذا المقترح، سيتم دفع المعاش الشهري 13 مرة سنويا اعتبارا من عام 2026.
بالتالي، سيزيد الحد الأقصى لمعاش التقاعد السنوي بمقدار 2450 فرنكا سويسريا إلى 31850 فرنكا للأفراد، وبمبلغ 3675 فرنكا إلى 47775 فرنكا للمتزوجين. ويمثّل الشهر الإضافي زيادة بنسبة 8.33% في المعاشات الحكومية.
وفي تصويت منفصل حول إصلاح نظام التقاعد، رفض 74.7 % من الناخبين المبادرة الشعبية التي تطالب برفع سن التقاعد تدريجيا من 65 إلى 66 عاما على مدى العقد المقبل.
ومن شأن ذلك أن يوفّر نحو ملياري فرنك بحلول عام 2030، وأن يضمن تمويل المعاشات التقاعدية حتى عام 2033 على الأقل، وفقا لتقديرات المكتب الفدرالي للتأمين الاجتماعي (OFAS).
وحظي الاقتراح الذي قدمه فرع الشباب في الحزب الليبرالي الراديكالي اليميني، بدعم من الأحزاب اليمينية، لكنه فشل في كسب تأييد غالبية الناخبين.
اقرأ أيضا: غرامة غير مسبوقة يفرضها الاتحاد الأورويي على شركة “آبل”
وكان تيار اليسار قد أدان المبادرة، واصفا إياها بـ“المناهضة للمجتمع والتكنوقراطية والمعادية للديمقراطية وغير المناسبة لإصلاح منظومة الشيخوخة”.
واتّهم المعسكر الرافض للمبادرة الفريق الداعم للمبادرة بتجاهل الواقع الذي يعيشه كبار وكبيرات السن في سوق العمل، مشددا على أن الفئة التي يزيد عمرها عن 55 عاما تواجه بالفعل صعوبة في العثور على عمل عندما تفقد وظائفها.