أخبار العرب في أوروبا – إسبانيا
على مدار الأسابيع الماضية تتعرض شاحنات نقل الخضر والفواكه القادمة من المغرب نحو أوروبا، خصوصا الطماطم، لاعتداءات من قبل مزارعين إسبان يعترضونها في الطرق لمنع وصولها إلى وجهتها في اسبانيا أو بريطانيا أو دول أوروبية أخرى.
وتُظهر فيديوهات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، توثق لحظات الاعتداء على الشاحنات المغربية التي تحمل الطماطم صور بعضها سائقو الشاحنات المغاربة أو المزارعون الاسبان أنفسهم.
وبحسب صحيفة “ألميريا” الإسبانية فإن استهداف الطماطم المغربية جاء لأن الكثير من المزارعين الإسبان يرون فيها “منافسة غير عادلة من جانب دول ثالثة، التي يعبر منتجها حدود الاتحاد الأوروبي بمتطلبات أكثر تراخيا بكثير من تلك التي يتعين على المنتجين الإسبان مواجهتها”.
تضيف الصحيفة أن إسبانيا “خسرت تفوقها كمورد أول للطماطم للاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس الماضية لصالح المغرب”.
وسبق أن حذر المزارعون الإسبان من أن بلادهم ستستورد الطماطم من المغرب في عام 2035 بسبب “سياسة الاتحاد الأوروبي البيئية التي تزيد من تكاليف الإنتاج الوطني”.
ويقوم الاتحاد الأوروبي بفرض قواعد فيما يخص ظروف العمل وتكاليف الأجور، وهو ما يراه المزارعون الإسبان بأنه غير عادل.
لكن وزير الزراعة الإسباني لويس بلاناس قال إنه “من الخطأ أن نرى العدو في الاتحاد الأوروبي، لأن ثلث ميزانية الاتحاد الأوروبي سوف تخدم في نهاية المطاف السياسة الزراعية الإسبانية”، على حد قوله.
في مقابل ذلك، يطالب المزارعون الإسبان الاتحاد الأوروبي وحكومة بلدهم بحظر استيراد المنتجات التي لا تتوافق مع معايير الإنتاج الأوروبية ورفع التعريفة خصوصا في أوقات الاضطراب في السوق”.
وكانت الرباط وقعت اتفاقية مع دول الاتحاد الأوروبي للتبادل الحر في المجال الزراعي في عام 1996، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا عام 2000.
كما وقع الجانبان اتفاقا بشأن “التحرير الإضافي لتجارة المنتجات الفلاحية المصنعة والصيد البحري”، دخل حيز التنفيذ في 2012.
ويرى المغرب على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة أن “الاتحاد الأوروبي هو الذي يصدر إلى المغرب أكبر قدر من المنتجات الفلاحية مثل الحبوب وغيرها”، مشددا على أن “الضغط على المنتجات الجنوبية ليس عادلا”.
واعتبر بوريطة أن “الاتحاد الأوروبي يتم تقديمه لنا على أنه قناة يدخل من خلاله كل شيء دون مشاكل، لكننا تفاوضنا على الحصص، وتفاوضنا على معايير الصحة الغذائية”، مؤكدا أن الأمر “مشكلة تصور سياسي أكثر من كونها مشكلة تجارية”.
اقرأ أيضا: مواطنو المغرب وسوريا يتصدرون قائمة المجنسين في دول الاتحاد الأوروبي
إلى ذلك، تشير بيانات الجمارك الإسبانية إلى أن صادرات إسبانيا إلى المغرب حققت أرقاما قياسية في السنوات القليلة الماضية، مستفيدة من التبادل الحر بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
علما أن السوق المغربية تعد ثالث أهم سوق لإسبانيا خرج القارة الأوروبية بعد الولايات المتحدة وبريطانيا والصين.