أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تبنت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) مساء أمس الخميس، قرارا “يندد بالقمع الدامي والقاتل في حق الجزائريين، تحت سلطة مدير الشرطة موريس بابون في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961” في باريس الذي قتل فيه عشرات المتظاهرين الجزائريين السلميين، بحسب مؤرخين.
وأيّد 67 نائبا الاقتراح، وعارضه 11 من “التجمع الوطني” اليميني المتطرّف.
وأعرب النص عن تمنياته “إدراج يوم لإحياء ذكرى هذه المجزرة”، وذلك في جدول الأيام الوطنية والمراسم الرسمية في فرنسا.
وحظي الاقتراح بدعم اليسار وحزب “النهضة” الرئاسي و”الحركة الديمقراطية ” الوسطية.
أما كتلة الجمهوريين اليمينية فلم تصوت لصالحه بحسب رئيسها أوليفييه مارليكس الذي لا يرى ضرورة “لإنشاء يوم إضافي للذكرى”.
ومقترح القرار قدمته النائبة عن حزب “الخضر” صابرينا صبايحي والنائبة عن الغالبية الرئاسية جولي ديلبيش.
ورحبت صبايحي مسبقا بـ “التصويت التاريخي” الذي يشكل “محطة أولى في العمل على الاعتراف بهذه الجريمة الاستعمارية والاعتراف بجريمة الدولة هذه”.
لكن في النص لا ترد عبارة “جريمة دولة” الذي تطلبت صياغته نقاشات متكررة مع الرئاسة الفرنسية، في حين ما زالت المواضيع المتعلقة بالذاكرة تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين فرنسا والجزائر.
وكان 30 ألف جزائري جاؤوا للتظاهر سلميا في باريس للمطالبة باستقلال بلدهم من الاستعمار الفرنسي، تعرضوا بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961 لقمع عنيف من قبل شرطة باريس.
وبقيت الحصيلة الرسمية لعشرات السنين تشير إلى سقوط ثلاثة قتلى ونحو ستين جريحا، لكن مؤرخين يقدرون عدد الضحايا بـ “عشرات على الأقل”.
وفي عام 2021 اعترفت الرئاسة الفرنسية بمقتل عشرات” المتظاهرين الجزائريين وإلقاء جثثهم في نهر السين”.
أيضا سبق أن أحيا الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانوسا هولاند عام 2012 وكذلك الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في عام 2021، ذكرى ارتكاب شرطة باريس للمجزرة مروعة بحق المتظاهرين الجزائريين الذي كانوا يطالبون باستقلال بلادهم.
ماذا حصل يومها
تحدى المتظاهرون الجزائريون الحظر الذي أعلنه قائد الشرطة موريس بابون- الذي دين في وقت لاحق في تسعينيات القرن الماضي بالتآمر لجرائم ضد الإنسانية لدوره في تهجير يهود فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.
وبحسب وثائق تاريخية، فإن الشرطة الفرنسية اعتقلت نحو 12 ألف متظاهر في ذلك اليوم، وتم انتشال الجثث الممزقة بالرصاص أو تلك التي تحمل آثار ضرب من نهر السين في الأيام التالية.
اقرأ أيضا: اليمين الفرنسي يفشل في إلغاء اتفاقية عام 1968 مع الجزائر
وفي عام 1988 أكد قسطنطين ميلنيك مستشار حكومة رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل دوبريه، أن عدد ضحايا تلك الليلة على يد الشرطة الفرنسية تجاوز مئة شخص.
كما يؤكد المؤرخ الفرنسي، إيمانيول بلانشار، بأن الشرطة واجهت هؤلاء المتظاهرين بالقمع المفرط الذي أودى بأكبر عدد من الضحايا في أوروبا الغربية في تلك الفترة.