أخبار العرب في أوروبا – قبرص
دعت الحكومة القبرصية أمس الأربعاء، الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات قوية لوقف تدفق زاد مؤخرا للاجئين يصلون عن طريق البحر عبر لبنان إلى أراضيها، ومعظمهم من السوريين، قائلة إن قدرة الجزيرة على استقبال اللاجئين وصلت إلى نقطة الانهيار.
وخلال الأيام الـ 4 الماضية، تم تسجيل وصول أكثر من 600 سوري إلى قبرص في قوارب صغيرة بدفعة من الطقس المعتدل. علما أن الرحلة البحرية من لبنان أو سوريا إلى قبرص تستغرق نحو 10 ساعات فقط.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أمام اجتماع لمجلس الوزراء أمس:”هناك أزمة خطيرة بسبب عمليات الوصول شبه اليومية تلك”.
وكان الرئيس القبرصي ناقش أمس الأول الثلاثاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين هذا القضية. وقال إن لبنان يجب ألا “يُصدّر” مشكلته المتعلقة بالهجرة.
وقال الأربعاء إنه أجرى محادثة هاتفية مع رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بهذه القضية.
وسجلت قبرص، بعد أن كانت وجهة غير مفضلة لمهربي البشر من قبل بسبب انعزالها عن باقي قارة أوروبا المتلاصقة، ارتفاعا في عدد الوافدين إليها من سوريا بالذات، وذلك بسبب انخفاض تكلفة الوصول إليها وسهولة الوصول لأقارب في وجهات أخرى ولأن الجزيرة اجتذبت أعدادا متزايدة من السوريين بمرور الوقت.
ووفق مقابلات مع اللاجئين، يتلقى تجار البشر ثلاثة آلاف دولار مقابل رحلة الفرد الواحد إلى قبرص، مقارنة مع سبعة آلاف دولار إلى إيطاليا.
اقرأ أيضا: إنقاذ مئات اللاجئين قبالة قبرص.. والسلطات: بلغنا الحد الأقصى
ومنذ فترة دأبت قبرص على مناشدة شركائها في الاتحاد الأوروبي إعلان مناطق في سوريا آمنة الأمر الذي قد يسهل عودة المواطنين الفارين إلى تلك المناطق.
وقال وزير الداخلية كونستانتينوس إيوانو إن”الوضع يزداد سوءا تدريجيا، وفي الأيام القليلة الماضية شهدنا تدفقا من قوارب بالية ولاجئين يعرضون حياتهم للخطر”.
وتابع إيوانو للإذاعة الرسمية عن زيادة أعداد الوافدين “كل المؤشرات توحي بأن ذلك سيستمر”، مؤكدا بأن طقبرص تريد أيضا أن تكون مساعدات الاتحاد الأوروبي للبنان مشروطة بوقف تدفق المهاجرين”.
وبحسب الوزير فإن تجار البشر “يعطونهم فقط بوصلة مضبوطة على 285 درجة وطعاما وماءً ليوم واحد ثم ينطلقون”.
يشار إلى أنه منذ بداية العام الجاري ولغاية 31 مارس/آذار المنصرم وصل 2004 مهاجر إلى قبرص عن طريق البحر، مقارنة مع 78 فقط في الفترة نفسها من عام 2023، وفقا لبيانات رسمية.
وبحسب الحكومة القبرصية، فإن طالبي اللجوء يشكلون نحو 6% من سكان الشطر الجنوبي البالغ عددهم 915 ألف نسمة، وهي النسبة الأعلى في الاتحاد الأوروبي.