أخبار العرب في أوروبا- صحة
أظهرت نتائج دراسة أمريكية حديثة صدرت مؤخرا، أن الوحدة مرتبطة بشكل كبير بزيادة الرغبة في تناول الطعام بالنسبة للنساء.
الدارسة التي أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ونشرتها صحيفة“واشنطن بوست” قبل أيام، كشفت أن “النساء اللواتي يشعرن بالوحدة يُظهرن نشاطا دماغيا في مناطق مرتبطة بالرغبة الشديدة لتناول الطعام”.
وأوضحت الصحيفة وفقا لنتائج الدراسة، أن هذه النشاط الدماغي يكون “خصوصا عند مشاهدة صور الأطعمة عالية السعرات الحرارية مثل الأطعمة السكرية”.
كما أظهرت النتائج “أن النسوة لديهن أيضا عادات غذائية غير صحية، والمعاناة من سوء الصحة العقلية”.
في هذا السياق، قالت “أربانا غوبتا” الأستاذة في الجامعة، والباحثة الرئيسية للدراسة: “ثبت أن السمنة مرتبطة بالاكتئاب والقلق وأن الإفراط في تناول الطعام يفهم على أنّه آلية تأقلم ضد الوحدة”.
وأضافت بأنه”تم اخضاع 93 امرأة للدراسة، سئلن عن نظام دعمهن، وشعورهن بالوحدة والعزلة”، مشيرة إلى أن تم “تقسيم النسوة إلى مجموعتين”.
وقالت إن “المجموعة الأولى سجلت درجات عالية على مقياس العزلة الاجتماعية، بينما سجلت المجموعة الأخرى درجات منخفضة”.
وأكدت بأن نتائج الدراسة خصلت إلى أن “النساء اللاتي لديهن مستويات أعلى من العزلة الاجتماعية، يملن إلى زيادة كتلة الدهون، وانخفاض جودة النظام الغذائي، وزيادة الرغبة الشديدة، والأكل القائم على المكافأة، والأكل غير المنضبط، وزيادة مستويات القلق والاكتئاب”.
اقرأ أيضا: دراسة: تجارب الطفولة القاسية مرتبطة بتدهور الصحة في الشيخوخة
وتابعت غوبتا:”ثم عرضت على النساء صور الأطعمة، وسجلت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي لنشاط أدمغتهن أثناء مشاهدتهن لهذه الصور، وخلصت النتائج إلى أن مجموعة النساء اللواتي اعتبرن أنفسهن وحيدات، عانين زيادة التنشيط في مناطق الدماغ المرتبطة بزيادة الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية، وانخفاض التنشيط في منطقة الدماغ المرتبطة بضبط النفس تجاه سلوكيات الأكل”.
ووفقا لصحيفة “واشنطن بوست” فإن هذه النتائج هي خطوة نحو فهم العلاقة الفسيولوجية بين الوحدة والأكل غير الصحي، والتي يمكن أن تلهم تغييرات فورية في السلوك والأهداف المستقبلية لعلاجات السمنة.
وأكدت غوبتا بأن الدراسة مصممة بشكل مماثل على الرجال، حيث يمكن أن تساعد في تفكيك الاختلافات الخاصة بالجنس في نشاط الدماغ فيما يتعلق بالوحدة وعادات الأكل.
بدورها، تقول الباحثة النفسية والزميلة البارزة في المركز الوطني لاستطلاعات الرأي بجامعة شيكاغو، لويز هوكلي، إن “سلوكيات الأكل والبدانة تساهمان في العديد من الأمراض المزمنة”.
وتضيف أن “فهم كيفية ارتباط الشعور بالوحدة بالسلوكيات الغذائية، يمكن أن يساعد في تفسير كيفية مساهمة ذلك أيضا في الحد من الأمراض المزمنة والوفيات المبكرة”.
ومع ذلك، تحذر هوكلي من أنه “سيحتاج الأمر إلى تقييم أفضل للسلوكيات الغذائية، وليس فقط الاعتماد على التقارير الذاتية من النساء”.