أخبار العرب في أوروبا- اليونان
دقت منظمة إغاثة دولية ناقوس الخطر بشأن الظروف الكارثية في مخيم “كارا تيبي” للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية، مؤكدة أنه غير مناسب لبقاء اللاجئين فيه مع صعوبة الطقس وتدني درجات الحرارة .
ووفقًا لمنظمة الإغاثة الكاثوليكية الألمانية، فإن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ في مخيم كارا تيبي المؤقت للاجئين في جزيرة ليسبوس.
في السياق، نشر سكان المخيم صوراً على حساب تطبيق انستغرام، تظهر فيها أعمدة تتصاعد فوق الخيام البيضاء الخاصة باللاجئين، وتظهر امرأتان وهما تطلبان المساعدة.
وكُتب نص مصاحب للصور جاء فيه: “حريق آخر في مخيم موريا الثاني في ليسبوس، احترقت خيمتان. هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، لأن الحكومة لا تهتم باللاجئين”.
ويستخدم سكان مخيمي موريا وكارا تيبي، تطبيق انستغرام للفت الانتباه إلى وضعهم المزري، وذلك نظراً لعدم السماح للمصورين وأطقم التلفزيون من الخارج بالوصول إلى هناك.
وباتت هذه الصور ومقاطع الفيديو، الطريقة الوحيدة للحصول على معلومات حول شكل الحياة داخل المخيمات.
وتقول المنظمة إنه يعيش حوالي 15 ألف نازح حالياً في عدد قليل من الجزر اليونانية، نصفهم يستقر في كارا تيبي بجزيرة ليسبوس.
وتم إنشاء الموقع المؤقت بعد حريق دمر معظم مخيم موريا في أيلول/ سبتمبر 2020.
وتقع كارا تيبي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهذا هو السبب في أن سكانها يتعرضون بانتظام للعواصف والفيضانات.
وبحسب المنظمة الألمانية فإن داخل هذا المخيم يعيش حوالي 2500 قاصر. ومنذ حريق موريا، لم يعد يُسمح لسكان المخيم بإعداد وجباتهم بأنفسهم. وبدلاً من ذلك، تولى العسكر اليوناني مسؤولية إمدادهم بالطعام.
كذلك فإن مخيم كارا تيبي محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة وتحت المراقبة المستمرة، فقد تم فرض إغلاق صارم لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
“الخيام التي غمرتها المياه، والمراحيض والحمامات قليلة جداً، ولا تتوفر هناك أي حماية من العواصف والأمطار: يُظهر مخيم اللاجئين الذي تم إنشاؤه حديثًا في جزيرة ليسبوس اليونانية سياسة اللاجئين الفاشلة في أوروبا”، وفقا للمنظمة الألمانية التي ساعدت في تركيب دورات المياه وتوزيع وجبات الطعام والبطانيات وتقديم دروس اللغة الإنكليزية والاستشارات النفسية.
كما نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليونان تغريدة في وقت سابق الشهر الماضي قالت فيها: “موجة برد تجتاح اليونان، ويعيش الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء في خيام أو ملاجئ مؤقتة في جزر ساموس وخيوس وليسبوس، في ظل درجات الحرارة المنخفضة والرياح الجليدية في ظروف محفوفة بالمخاطر”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” نشرت منتصف الشهر الماضي تقريراً، يفيد بأن أجزاء من كارا تيبي بنيت على أرض ملوثة بالرصاص.
اقرأ أيضا: انتهاكات المجر لحقوق اللاجئين أمام محكمة العدل الأوروبية مجددا
وعلق بلقيس ويل، الباحث البارز في مجال الأزمات والنزاعات ضمن منظمة رايتس ووتش، بالقول: “بعد سبعة أسابيع من تلقي الحكومة اليونانية نتائج الاختبارات التي أظهرت مستويات الرصاص غير الآمنة، اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات، وتستمر الآن في التقليل من المخاطر”.
من جهة ثانية، استقبلت ألمانيا قبل يومين دفعة جديدة من اللاجئين في مخيمات اليونان بلغت 197 شخصا.
ومع وصول الدفعة الأخيرة تكون ألمانيا استقبلت 2151 لاجئا من اليونان منذ أبريل/نيسان الماضي 2020 حتى الـ 4 من مارس/ آذار 2021، علما أن ألمانيا وعدت بإحضار حوالي 2750 مهاجراً ولاجئاً معترفاً بهم من اليونان قبل نهاية 2021.
إلى جانب ألمانيا، وعدت كل من فرنسا وبلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وفنلندا وأيرلندا والبرتغال وسلوفينيا وهولندا والنرويج والسويد أنها ستستقبل لاجئين في المخيمات اليونانية.
وسبق أن أكدت المفوضية الأوروبية إنها رفعت تمويلها إلى 30 مليون يورو، لنقل العائلات من جزيرة ليسبوس اليونانية إلى دول أوروبية أخرى.