تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

ميركل تتحدث عن أزمة اللاجئين في 2015 وتؤكد أنها مسؤولة سياسيا عن كل شيء

أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا

قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والتي تتجهز لمغادرة منصها بعد 16 عاما في السلطة، إنها ستظل تذكر عام 2015 عندما وصل إلى ألمانيا نحو 890 ألف لاجئ معظمهم من سوريا، بشكل خارج عن السيطرة، مؤكدة على أنه “كان يمثل لها تحديا كبيرا”.

وأضافت في تصريحات لصحيفة “فرانكفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونج” الألمانية نشرتها في عددها اليوم الأحد، إن الموقف ”كان ملحا بالنسبة لي آنذاك لأنني كنت مثل كل الآخرين أدرك أنه ليس من الممكن أن يصل إلى ألمانيا 10 آلاف مهاجر يوميا بشكل دائم، بل إنه كان لابد من إيجاد طرق قادرة على تحمل الأعباء فعليا، سواء بالنسبة للأشخاص الباحثين عن لجوء أو بالنسبة لبلادنا”.

كما أكدت أنها لهذا السبب فكرت في وقت مبكر للغاية في إبرام اتفاق مع تركيا حتى يمكن إيواء المهاجرين، وبصفة خاصة القادمين من سوريا، هناك، وتقديم الرعاية لهم ” غير أنني كنت بحاجة إلى بعض الوقت لهذا الأمر”.

وأشارت إلى أنها كانت تدرك دائما أثناء هذه الفترة بأنها مسؤولة سياسيا عن كل شيء يحدث بوصفها مستشارة ألمانيا، وأوضحت :” سواء كان ذلك بالنسبة للساعات الجيدة عندما تم الترحيب باللاجئين بحفاوة أو بالنسبة للساعات المظلمة، على سبيل المثال، ما حدث في منطقة دومبلاته المحيطة بكاتدرائية كولونيا ليلة رأس السنة حيث وقعت أحداث وحشية شارك فيها لاجئون وآخرون يعيشون هنا منذ فترة طويلة”.

وتعرضت مئات النساء آنذاك للسرقة، والتحرش الجنسي في المقام الأول، ووصل الأمر إلى التلامس، وإلى الاغتصاب في بعض الحالات.

وفي حديثها للصحيفة شددت ميركل مجددا على أن ألمانيا لا يمكنها تنظيم قضية الهجرة وحدها، وقالت إن ألمانيا” وعلى أية حال ليس بشكل قادر على تحمل الأعباء بصورة دائمة – وهذا يرجع إلى طبيعة هذا الموضوع- لكن يمكنها تنظيم هذا كجزء من أوروبا وفي هذه الحالة بالاشتراك مع تركيا فقط “.

ميركل رأت أيضا بأن اتفاقية اللاجئين مع تركيا ”نجحت وأنها لا تزال جيدة بالنسبة للجانبين”، لافتة إلى أنها تبدو لها اليوم كما كانت آنذاك، اتفاقية منطقية، حيث إنها ”أسهمت كثيرا في وضع المزيد من النظام لحركة الهجرة وساعدت تركيا على رعاية ملايين اللاجئين السوريين هناك بشكل كريم إنسانيا، كما أنها أحبطت الأعمال الشريرة للمهربين على مدار سنوات”.

ولم تتطرق ميركل في حديثها إلى طريق الهجرة الجديد القادم من بيلاروسيا عبر بولندا، إلى ألمانيا، والذي وصل عن طريقه نحو 4900 شخص الشهر الجاري فقط، وهو عدد يفوق ضعف عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد في أيلول/سبتمبر الماضي.

وابتداء من الثلاثاء الماضي تعتبر ميركل قائمة بأعمال المستشارة الألمانية، وستنفذ التزاماتها حتى انتهاء مفاوضات الائتلاف برئاسة أولاف شولتز. واذا انتهت هذه المفاوضات بنجاح فسيحتل شولتز منصب المستشار الألماني خلفا لميركل. ومن الممكن أن يحدث ذلك في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

اقرأ أيضا: كواليس تشكيل الائتلاف الحكومي في ألمانيا.. مئات المفاوضين و15 منصبا وزاريا

يشار إلى أنه وصل في ذروة موجة اللجوء بين صيف 2015 وربيع 2016 العدد الأكبر من اللاجئين إلى ألمانيا، وكان الغالبية منهم من سوريا الذين هربوا من الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المدنيين، علما أن العام 2015 شهد تصعيدا بالقصف بعد تدخل روسيا عسكريا إلى جانب نظام الأسد، الأمر الذي أدى لنزوح عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين انطلقوا بعد ذلك نحو دول اوروبا لاسيما ألمانيا.

وكانت احصائيات سابقة تقدر العدد بنحو مليون لاجئ وصل في تلك الفترة إلى ألمانيا، لكن السلطات تقول إنها تمكنت من كشف الآلاف من حالات طالبات اللجوء المزورة من بلدان تصنفها ألمانيا “آمنة”.

الجدير بالذكر أن أنقرة وبروكسل توصلتا في 18 مارس/ آذار 2016 إلى اتفاق، اوقفت بموجبه تركيا تدفق اللاجئين من أراضيها نحو أوروبا، مقابل تقديم الاتحاد الأوروبي لأنقرة مساعدات مالية بمليارات اليوروهات لصالح اللاجئين السوريين.

لكن بعض الأوروبيين يتهمون أنقرة باستخدام اللاجئين كـ”ورقة ضغط وابتزاز” اتجاه دول الاتحاد، كما حصل نهاية 2019 عندما فتحت الحدود أمام المهاجرين نحو اليونان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى