أخبار العرب في أوروبا – بروكسل
سجل النشاط بمنطقة اليورو خلال فبراير/ شباط الجاري تسارعا كبيرا في النمو، لاسيما في القطاع الخاص، مستفيدا من تخفيف القيود الصحية مع فرض ارتفاع قياسي في الأسعار على المستهلكين، وذلك بحسب مؤشر “بي إم آي” لنشرة “ماركيت” الاستشارية نشر نتائجه اليوم الأثنين.
وهذا النمو يقلب الوضع الذي كان سائدا مع تسجيل تباطؤ لمدة شهرين متتاليين إذ بلغ مؤشر “بي إم آي” الذي يتم احتسابه استنادا إلى استبيان الشركات، 55.8 نقطة، في أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر، بعدما كان 52.3 نقطة في يناير /كانون الثاني وهو الأدنى منذ 11 شهرا.
علما أنه عندما يزيد المؤشر عن 50 نقطة يشير ذلك إلى نمو في النشاط. وبالتالي فإن أي تجاوز لهذه العتبة يشير إلى تسارع في النمو، بينما يتراجع النشاط إذا كان رقم المؤشر أقل من 50.
في هذا السياق، يقول محللون إن تخفيف التدابير الصحية أدى إلى انتعاش كبير في نمو النشاط العام بمنطقة اليورو، وذلك بعد شهرين من تباطؤ النمو بسبب ظهور المتحور أوميكرون وإعادة فرض القيود التي تم رفعها بشكل جزئي في فبراير/ شباط الجاري.
وشهد قطاع السفر والسياحة زيادة ملحوظة في النشاط بالمنطقة، على غرار جميع الخدمات، فيما تعزز نمو الإنتاج كذلك في الصناعة التحويلية، مدعوما بزيادة الطلب وتخفيف الضغط على التوريد.
لكن التحسن في سلاسل التوريد التي شهدت اختناقات في الأشهر الأخيرة، لم ينعكس بعد على الأسعار التي سجلت أكبر زيادة لها منذ بدء استطلاعات مؤشر “بي إم آي”، مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار قطاع الخدمات وزيادة شبه قياسية في أسعار مبيع سلع الصناعة التحويلية.
اقرأ أيضا: ألمانيا تسجل أعلى زيادة شهرية لأسعار المنتجين منذ 1949
ولمواجهة ارتفاع الأجور وتكاليف الطاقة تسعى الشركات بشكل متزايد إلى تحميل زبائنها عبء زيادة تكاليفها، بحسب ماركيت.
وتجلى استئناف النشاط في فرنسا مع أكبر زيادة منذ يونيو/ حزيران 2021. وفي ألمانيا، تسارع النمو كذلك ليبلغ ذروته منذ أغسطس/ آب.
وانتعش النمو بشكل خاص في قطاع الخدمات، ومع ذلك سجل المصنعون تحسنا في مكاسب الإنتاج نتيجة لزيادة الطلب وقلة اختناقات العرض.وارتفع مؤشر مديري مشتريات الخدمات إلى 55.8 من 51.1 في الشهر السابق.
يذكر أن معظم دول منطقة اليورو الـ 19 بدأت بتخفيف قيود كورونا، مع تأكيدات بأن يتم إلغاء جميع أو معظم الإجراءات المرتبطة بالجائحة بحلول الربيع المقبل.