أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
تستمر تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا في التأثير على أسعار الطاقة والغذاء في العالم، وهو ما قد يرفع الأسعار التي هي بالأساس مرتفعة و كانت فوق مستوياتها بسبب تأثيرات جائحة فيروس كورونا.
وتوقع بنك ” جيه.بي مورغان” الأمريكي أن يصل سعر خام برنت مع نها العام الجاري 2022، إلى مستوى 185 دولارا للبرميل إذا استمرت الإمدادات الروسية في التعطل.
وارتفعت أسعار النفط بشكل كبير، مع اقتراب خام برنت من 120 دولارا في أول 10 أيام على نشوب الحرب، مع تجنب التجار النفط الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
ويواجه الرئيس الأميركي جو بايدن دعوات لحظر واردات الطاقة الروسية، لكنه لم يفرض حتى الآن عقوبات كاملة على النفط.
ويقول محللو بنك “جيه بي مورغان” إن 66 % من النفط الروسي يكافح حاليا للعثور على مشترين.
وبحسب المحللين فإن حجم صدمة المعروض كبير على المدى القصير لدرجة أن أسعار النفط بحاجة إلى الوصول إلى 120 دولارا للبرميل والبقاء عليها لعدة أشهر، على افتراض أنه لن تكون هناك عودة فورية للخام الإيراني.
وكتب محللو البنك: “مع اتساع نطاق العقوبات والتحول إلى أمن الطاقة أولوية عاجلة، فمن المحتمل أن تكون هناك تداعيات على مبيعات النفط الروسية في أوروبا والولايات المتحدة، ما قد يؤثر على ما يصل إلى 4.3 مليون برميل يوميا”.
وحافظ البنك على توقعاته السعرية، التي تتطلب أن يصل سعر خام برنت إلى 110 دولارات في المتوسط في الربع الثاني هذا العام ، و100 دولار في الربع الثالث، و90 دولارا في الربع الرابع.
لكن بدون عودة النفط الإيراني إلى السوق يتوقع البنك أن يبلغ متوسط أسعار النفط 115 دولارا في الربع الثاني و105 دولارات في الربع الثالث و95 دولارا بحلول الربع الرابع.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تجد موسكو صعوبة في التخلص من نفطها، رغم عدم فرض عقوبات غريبة على هذا القطاع، لكن هناك مخاوف بشأن إمدادات السوق، وفقا لشركات غربية.
ويخشى المستوردون العقوبات المحتملة في المستقبل، فضلا عن الصعوبات اللوجستية.
وصرحت ليفيا جالاراتي، المحللة في الشركة الاستشارية “إنيرجي أسبكتس” (Energy Aspects) بالقول: “لا تزال تجارة النفط الخام مجمدة ونعتبر أن 70% من السوق مشلولة”، مشيرة إلى “التأثير الشديد على المبيعات الخارجية”.
اقرأ أيضا: على وقع الحرب الروسية.. أسعار القمح تقفز 40 % وسط مخاوف من نقص الإمدادات
ويحرص الغربيون، حتى الآن، في عقوباتهم على تجنب استهداف قطاع الطاقة الروسي، وهو أمر ضروري لأوروبا، حيث تستورد ألمانيا على سبيل المثال 55 % من احتياجاتها من الغاز من روسيا.
وبحسب مجموعة “إي إن خي” المالية العالمية، فإن روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتصدر عادة حوالي 7.5 مليون برميل يوميا من النفط ومنتجات الطاقة الأخرى.
وتأتي أوروبا في مقدمة مستهلكي النفط الروسي، بنسبة تُقدر بحوالي 53% منه، بينما تعد آسيا مشتر مهم آخر؛ حيث تشتري نسبة 39 % من إنتاج الخام الروسي.