أخبار العرب في أوروبا – روسيا
حذرت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة من “عواقب” غير محددة إذا انضمت كل من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وذلك بعد يوم من تلوح موسكو بمزيد من الإجراءات في بحر البلطيق من أجل تعزيز دفاعاتها في حال توسع الحلف، الذي يثير منذ أشهر عدة ريبتها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا في بيان: “الخيار متروك لسلطات السويد وفنلندا، لكن يجب أن يتفهموا عواقب اتخاذ مثل هذه الخطوة، على العلاقات الثنائية وهيكلة الأمن الأوروبي ككل”، مضيفة أنه“من غير المرجح أن يساهم الانضمام المحتمل للسويد وفنلندا في تعزيز مكانتهما الدولية”.
كما اعتبرت زاخاروفا أن “انضمام السويد وفنلندا المحتمل إلى الناتو يهدد بعواقب سلبية على الاستقرار في منطقة شمال أوروبا”.
وكان “ديمتري ميدفيديف” نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، قد لوح باحتمال نشر بلاده أسلحة نووية في البلطيق.
وكتب ميدفيديف على قناته في تليغرام أمس، “سبق أن جرت محاولات ضم فنلندا والسويد إلى حلف الناتو كما هو الحال مع أوكرانيا ولا معنى للقول بأنه لولا العملية الروسية الخاصة ما كانت مسألة انضمامهما ستطرح على الإطلاق”.
ولفت إلى عدم وجود أي مشكلات إقليمية بين روسيا وهذين البلدين، وبالتالي فإن ثمن عضويتهما في الحلف يختلف بالنسبة لموسكو.
بدوره، توعد نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية أمس، بأن بلاده ستتخذ الإجراءات الأمنية والدفاعية اللازمة في حال انضمام هاتين الدولتين للحلف الأطلسي.
وقال: “من الواضح أن حدودنا مع فنلندا تمتد لمسافة 1300 كيلومتر وانضمامها للناتو سيعني تغييرا جذريا في الوضع العسكري والسياسي في المنطقة ومن المفهوم أننا سنضطر للرد”.
وأضاف إنه “على مدى عقود شكل الوضع المحايد لهاتين الدولتين ضمانا لتحقيق مستوى عال جدا من الأمن لهما بشكل خاص وبشكل عام للمنطقة، التي كانت منطقة سلام وتعاون/ والأهم من ذلك أنها منصة موثوقة للغاية لبناء علاقات حسن الجوار معنا”.
اقرأ أيضا: الأزمة الأوكرانية.. ” لاغارد ” تحذر من تداعيات وخيمة على اقتصاد منطقة اليورو
وأشار إلى أن الوضع المحايد للسويد وفنلندا لم يمنع هاتين الدولتين من تطوير علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي وأن تصبحا عضوين في نهاية المطاف، مشددا على أنه “بناء على الاعتبارات العقلانية والمصالح الحيوية للشعوب التي تعيش في شمال أوروبا يجب الحفاظ على الوضع الحالي وإلا فإن الوضع العسكري سيتفاقم بشكل خطير وتحدث عواقب لا يمكن تجنبها”.
يشار إلى أن التحذيرات الروسية تأتي في وقت تخشى فيه دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) التي كانت سابقا ضمن الاتحاد السوفيتي ومن آخر الدول التي انضمت لحلف الأطلسي بعد توسعه عام 2004، من أن ترد موسكو على خطوة انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف لزيادة الضغط على الروس جراء عمليتهم العسكرية في أوكرانيا، على أراضي إحدى تلك الدول، في سيناريو شبيه بالسيناريو الأوكراني.