أخبار العرب في أوروبا – السويد
أفادت وسائل إعلام سويدية اليوم السبت، بأن العديد من المناشدات خرجت من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في البلاد، تدعو لعدم الانجرار وراء تصرفات المتطرف “راسموس بالودان” والذي أعلن عزمه تنظيم مزيد من التجمعات لحرق نسخ من القرآن الكريم في العديد من المدن السويدية.
وخرجت مناشدة من “جليلة اليزيد” وهي عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مدينة أوسترغوتلاند، دعت فيه جميع المسلمين والمسلمات وعلى وجه الخصوص الشباب والشابات عدم الاستجابة والانجراف وراء الاستفزازات، التي يقوم بها العنصري المتطرف “بالودان”.
وقالت اليزيد في مناشدتها إن “الوقوع في فخه لا يزيده إلا قوة وعجرفة وغطرسة واستمرارا في تحقيق أهدافه السياسية والزج بأبناء المسلمين في مشاكل قانونية باستعمال البعض منهم العنف ضد الشرطة ورجال الأمن وأعمال الشغب التي تكلف جميع المواطنين الكثير من المال العام”.
وتابعت أن “ما رأيناه من أعمال فوضى وعنف والهجوم على رجال الشرطة والأمن ورشقهم بالحجارة والنيران يؤكد على أهمية أن يتصف المسلم بأخلاق الإسلام وقيم القرآن الحنيف وتعاليمه واتباع نموذج الرسول الكريم وسنته في التعامل مع غير المسلمين ضمن المبادئ الإنسانية والمصلحة العامة قبل الخاصة”.
وشددت بالقول: “المواطنة هي مسؤولية الجميع كما أن الأمن والأمان والسلام الاجتماعي هو مسؤوليتنا جميعا. إننا بعدم التزامنا بتعاليم ديننا ومكارم أخلاقه كمسلمين ومسلمات في بلدنا السويد، إنما نحن أول من يحرق كلام القرآن الكريم بعدم الامتثال له والاستجابة لخطابه بعدم الخوض مع من يتهجم على الدين بل الأعراض عنه وتجاهله”.
واختتمت “اليزيد” مناشدتها بالقول: “لنرتقي جميعا لما نحن أهل له إلا وهو الخلق العظيم والذي لنا في رسول الله قدوة وأسوة”.
بدروها أصدرت جمعية “الطريق الوسط” في مدينة أوبسالا بيان ذكرت فيه :”تستنكر الجالية المسلمة ما يجري في مدينة أوبسالا من نشر للكراهية واستفزاز لمشاعر المسلمين عن طريق إحراق المصحف الشريف دون مبالاة بمشاعر عشرات آلاف الأشخاص الذين آذاهم هذا الفعل الشنيع”.
وطالب البيان المسلمين لأن “يُحَكِّموا العقل ويُعْمِلوا الحكمة حتى لا تنعكس مثل هذه الأعمال على قاطني مدينة أوبسالا بشكلٍ سلبي، والذين قد تتعرض حياتهم وممتلكاتهم للأذى”، مؤكدا ضرورة أن “يجعل الجميع ضمن أولوياتهم الحفاظ على ممتلكات وأرواح من يقطن هذه المدينة”.
ودعا بيان الجمعية جميع أبناء الجالية المسلمة في المدينة “تجنب حضور هذا المشهد الذي يؤذي النفوس، وان لا يشاركوا بحضور هذا التجمع. بل يتركوا بلودان يتكبد السفر ثم يكون وحيداً خائباً لم ينل بغيته”.
وذكر البيان بالقول: “نربأ بهم بالحفاظ على مدينتنا الجميلة، التي نسكنها مع أهلنا وأحبتنا. وأن لا نكون ممن خرّب مدينته وآذى جيرانه واعتدى على رجال الأمن، من أجل دخيلٍ جاء ليزرع الخراب ثم يذهب بعيداً. فنحن أول من يتضرر من ذلك وليس بالودان”.
كذلك، خرجت مناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعدم الإنجرار وراء تصرفات بالودان ومنحه الفرصة لتحقيق أهدافه.
اقرأ أيضا: المظاهرات تتصاعد.. المتطرف “بالودان” يواصل استفزاز الجالية المسلمة في السويد
وجاء فيها :”نناشده إلى جميع المسلمين في مدينه أوبسالا، بعدم التواجد في اليوم السبت من أجل مقاطعه العنصري بالودان وحتى لا يحقق أهدافه التخريبة بإظهار صورة سيئة عن المسلمين”.
وأضاف البيان” اعتبروا أن هذه المقاطعة تأتي من أجل المحافظة على المجتمع. الرجاء نشر هذا المنشور علي جميع وسائل التواصل لاجتماعي”.
وتأتي هذه المناشدات بعدما منحت الشرطة السويدية قبل أيام تصاريح جديدة للمتطرف “بالودان” لعقد تجمعات يقوم خلالها بحرق نسخ من القرآن في 5 مدن سويدية.
وكان المتطرف “بالودان” وهو دنماركي حصل على الجنسية السويدية قبل عامين، بحرق نسخ من القرآن الكريم في عدة مدن سويدية خلال الشهر الماضي وعلى مدى عدة أيام تحت حماية الشرطة السويدية.
وبعد هذه الأفعال شهدت مدن عدة في البلاد، اضطرابات وأعمال شغب من قبل شبان صغار، فيما تعرضت الشرطة لانتقادات من قبل وسائل الإعلام السويدية لمنحها تصريح إذن له بإقامة مثل هذه التجمعات التي تستفز الجالية المسلمة في البلاد.
يذكر أن المتطرف “بالودان” دأب ومنذ سنوات على اختيار المناطق التي تتواجد فيها جالية مسلمة كبيرة للقيام بحرق نسخ من القرآن، في تحد “خطير” لتلك الجالية، وفق ما تؤكده بعض وسائل الإعلام السويدية والتي اعتبرت أن هذا الفعل لا يندرج ضمن “حرية التعبير”.
