أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
على نحو غير متوقع تراجعت مبيعات التجزئة في بريطانيا الشهر الماضي، بعد أن فشلت عروض التسوق بمناسبة “الجمعة البيضاء” في تحقيق الدفعة المنشودة للمبيعات، التي تأثرت بتفاقم أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد.
ووفقا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا التي أصدرها أمس الجمعة، فإن حجم السلع التي تم بيعها من خلال المتاجر ومنصات التسوق الإلكتروني تراجع بنسبة 0.4%.
وأشار المكتب إلى أنه في حالة استثناء وقود السيارات، تصل نسبة تراجع المبيعات إلى 0.3 %، في حين كان خبراء الاقتصاد يتوقعون ارتفاع المبيعات بنسبة 0.3 %، سواء في حالة احتساب مبيعات الوقود أو بدونها.
وتأتي هذه البيانات، لتؤكد المخاوف من أن بريطانيا دخلت فعليا مرحلة الركود الاقتصادي، بحسب اعتقاد بنك إنكلترا، حيث يمثل إنفاق المستهلكين ثلثي الناتج الاقتصادي الوطني، ويشكل عنصرا رئيسا لتحقيق النمو الاقتصادي في البلاد.
في هذا السياق، تقول “ليزا هوكر” من مؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز للدراسات الاقتصادية: “إن بيانات تجارة التجزئة في تشرين الثاني/نوفمبر تشير بشكل صارخ إلى تزايد الفجوة بين ما ننفقه وما نحصل عليه في المقابل، ما يعكس ارتفاعا قياسيا في معدلات التضخم”.
وأوضحت أنه: “في حين أن هذه الأرقام تثير قلق تجار التجزئة، إلا أن المتسوقين يقولون إنهم يعتزمون إجراء أغلبية مشترياتهم بمناسبة أعياد الميلاد في ديسمبر/كانون الأول الجاري، وبالتالي فإن الاختبار الحقيقي لقطاع تجارة التجزئة سيتوقف على نتائجه خلال الشهر الجاري”.
اقرأ أيضا: رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن حملة ضد الهجرة غير الشرعية
على صعيد متصل، تراجعت ثقة المستهلك في بريطانيا خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري لتقترب من أدنى معدلاتها خلال ثمانية أشهر، مع استمرار أطول سلسلة من التراجع منذ بدء تسجيل هذه البيانات قبل خمسين عاما.
وذكرت مؤسسة “جي.إف.كيه” للأبحاث التسويقية، أمس، أن مؤشر ثقة المستهلك ارتفع بواقع نقطتين هذا الشهر ليصل إلى سالب 42، قرب قراءة سالب 49 التي سجلها في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي كانت تمثل أدنى قراءة له.
وتعكس هذه القراءة تأثير ارتفاع الأسعار واحتمالات الركود الاقتصادي على العائلات البريطانية، حيث تعرض المزيد من المستهلكين لتدهور أوضاعهم المالية، وسط توقعات بمزيد من التراجع خلال الشهور الـ 12 المقبلة.