أخبار العرب في أوروبا – ليتوانيا
في إجراء اضافي لمكافحة تدفق المهاجرين الذين يصلون إلى البلاد عبر الحدود مع بيلاروسيا، أقر برلمان ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، قانونا يسمح بإعادة طالبي اللجوء، وذلك بعد أنباء عن تفاوض بيلاروسيا على تسيير رحلات جوية مباشرة إلى مينسك من ايران والعراق.
وجاءت الموافقة على تعديلات خاصة بقانون حدود الدولة وحمايتها بأغلبية 86 صوتا، مقابل ثمانية أصوات معارضة وامتناع 20 عن التصويت.
ومن المقرر أن تدخل التعديلات حيز التنفيذ في 3 مايو/أيار المقبل، لكنها لا تزال بحاجة إلى توقيع الرئيس جيتاناس نوسودا.
لكن ذلك القانون يثير انتقادات منظمات حقوق الإنسان التي تقول إن القانون يضفي شرعية على عمليات الطرد، وهي ممارسة تنتهك القانون الدولي.
الإ أن وزيرة الداخلية الليتوانية “آجني بيلوتاتي” تصر على موقفها، مشددة على أن التعديلات تهدف إلى الحد من حركة المهاجرين المدعومة من “النظام البيلاروسي”.
وتؤكد الوزيرة على أن “التشريع ضروري لحماية مصالح الأمن القومي لليتوانيا”. كما تدّعي أن القانون يضع ضمانات للأشخاص المستضعفين.
والتعديلات التي صاغتها وزارة الداخلية، تعزز الممارسة الحالية المتمثلة في إبعاد المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود، كما تسمح بإبعاد المهاجرين حتى 5 كيلومترات داخل الأراضي الليتوانية، ضمن حالة الطوارئ المفروضة في المناطق الحدودية منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021.
تلك الممارسات بدأت بأمر من وزير الداخلية منذ حوالي عامين، حين تجمع على الحدود آلاف المهاجرين القادمين من بيلاروسيا. ومنع حرس الحدود الليتوانيون أكثر من 20 ألف محاولة عبور من بيلاروسيا منذ 3 أغسطس/آب 2021.
وكانت منظمة العفو الدولية حذرت الأسبوع الماضي من أن القانون الجديد في حال وقعه الرئيس في ليتوانيا “يعطي ضوءاً أخضر للتعذيب”.
مديرة المركز الليتواني لحقوق الإنسان جوراتي جوسكايتي أكدت في تصريحات صحافية أن “هذه التعديلات تتعارض مع القانون الدولي والتزاماتنا”.
واعتبرت أنها “غير اخلاقية، وتعرض حياة الناس وصحة الأشخاص الذين يحاولون الدخول للخطر.
وقال “نيلز موزنيكس” مدير المنظمة الحقوقية لفرع أوروبا إن “اليوم هو يوم مظلم للعدالة حيث صوت البرلمان الليتواني لتكريس الممارسات غير القانونية والمسيئة في القانون. من خلال شرعنة ما هو غير قانوني وإعادة اللاجئين والمهاجرين قسرا إلى الأماكن التي يواجهون فيها خطر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، فإن الحكومة تدوس على حقوقهم وعلى التزامات ليتوانيا الدولية”.
وليتوانيا، وهي من دول البلطيق الثلاث تقوم منذ العام 2021، بتطبيق منع دخول طالبي اللجوء عندما حاول آلاف من المهاجرين اغلبهم من افريقيا والشرق الأوسط دخول الاتحاد الأوروبي عبر ليتوانيا ولاتفيا وبولندا.
اقرأ أيضا: فقدان أثر 22 مهاجرا قبالة سواحل إيطاليا
وسبق أن اتهم الغرب الحكومة البيلاروسية بتدبير هذا التدفق مع موسكو، الأمر الذي نفته مينسك. وانخفض عدد محاولات العبور مذاك، ولكن يواصل حرس الحدود في ليتوانيا رفض إدخال عشرات المهاجرين يوميا.
يذكر أن ليتوانيا أنهت العام الماضي بناء حاجز على طول حدودها مع بيلاروسيا بهدف مكافحة الهجرة غير الشرعية.
الحاجز الذي بُني على شكل سياج ارتفاعه 4 أمتار مع أسلاك شائكة، يمتدّ بطول حوالى 550 كيلومترا من الحدود المشتركة البالغة حوالى 700 كيلومتر.
