أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
كشف تقرير حديث نشرت نتائجه قبل أيام، ضرورة وضع فرنسا استراتيجية لتقليل عدد الأبقار لديها، وذلك للحد من تلوث المناخ.
وبحسب التقرير الصادر عن ديوان المحاسبة في فرنسا، ويهدف للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن للأبقار الفرنسية دور سلبي في هذه الانبعاثات.
وفرنسا تعدّ المنتج الأوروبي الرائد للحوم البقر وثاني بلد أوروبي بمنتجات الألبان بعد ألمانيا، لكن هذه الثروة الحيوانية التي تتميز بها فرنسا تعود عليها بنتائج عكسية-وفقا ما أكده التقرير-الذي أشار إلى أن روث الأبقار يعتبر مصدرا رئيسيا لانبعاث غاز الميثان، وهو أحد الغازات التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وشدد التقرير على ضرروة الحد من تأثير هذه الظاهرة على المناخ، مشيرا إلى أن الحكومة الفرنسية بدأت بالتحرك.
وكانت رئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن، قد أعلنت عن خطة عمل حكومية لتقييم قدرتها في قطاع الزراعة على خفض غازات الاحتباس الحراري بعد الحد من تأثير تربية الحيوانات والأسمدة النيتروجينية.
وتربية الأبقار في فرنسا مسؤولة عن 11.8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد. وقد طالب ديوان المحاسبة في التقرير الذي نُشر يوم الاثنين الماضي، بضرورة تقليص أعداد الأبقار لتحجيم هذه الكارثة البيئية.
والأبقار تلعب دورا مهما في الثروة الحيوانية الفرنسية، حيث تمتلك فرنسا حوالي 17 مليون رأس ماشية، ما يجعلها إحدى الدول الأوروبية الرائدة في إنتاج اللحوم والألبان.
كما تعد صناعة الألبان من أبرز مكونات الثروة الحيوانية في فرنسا. فالأبقار تنتج حوالي 24 مليون طن من الحليب سنويا.
وتعتبر جودة منتجات الألبان الفرنسية عالية المستوى، وتشتهر بها في الأسواق العالمية. وتستخدم الألبان الفرنسية في صنع الجبن والزبدة واللبن ومنتجات الحلويات الأخرى.
كذلك، فإن الأبقار في فرنسا تتميز بتنوعها، حيث تتواجد سلالات مختلفة مثل الهولشتاين والنورماندي والشاروليه.
لكن الآن تواجه الأبقار الفرنسية تحديا بيئيا كبيرا بسبب انبعاثات غاز الميثان الناتج عن روثها، والذي يسهم في تغير المناخ.
اقرأ أيضا: في فرنسا.. الإبلاغ عن فقدان 5 أطفال كل ساعة
في هذا الصدد تقوم أبحاث علمية يشرف عليها معهد البحوث الفيدرالي الألماني لصحة الحيوان ومعهد أبحاث بيولوجيا حيوانات المزرعة، بدراسة إمكانية تعليم الأبقار استخدام المرحاض لتخفيف أضرار روثها وذلك من خلال حصره وتفكيكه عوضا أن يبقى منتشراً في الطبيعة.
وقد أظهرت التجارب أن الأبقار استطاعت التعلم بسرعة مماثلة لتلك التي يحتاجها الأطفال الصغار، لكن هذه الدراسات مازالت قيد التطوير وتحتاج وقتا لتنفيذها بشكل عملي في المزارع.