أخبار العرب في أوروبا – صحة
أظهرت نتائج دراسة علمية حديثة صدرت مؤخرا في بريطانيا، أن حاسة الشم لدى البشر تؤثر في إدراك الألوان التي يرونها.
الدراسة التي نشرها ،أمس السبت، موقع “ميديكال إكسبرس” الطبي، كشفت أن الارتباطات اللاواعية المتعددة الوسائط مع حاسة الشم لدى البشر يمكن أن تؤثر في إدراك الألوان.
المؤلف الرئيس للدراسة، الدكتور ريان وارد، وهو محاضر كبير في جامعة ليفربول جون موريس في بريطانيا قال “إن وجود روائح مختلفة يؤثر على كيفية إدراك البشر للون”.
وأوضح أنه “في دراسة سابقة، أظهرنا أن رائحة الكراميل عادة ما تشكل ارتباطا متقاطعا مع البني الداكن والأصفر، تماما مثل القهوة مع البني الداكن والأحمر، والكرز مع الوردي والأحمر والأرجواني، والنعناع مع الأخضر والأزرق”.
وأضاف: “تُظهر هذه النتائج أن تصور اللون الرمادي يميل نحو المراسلات المتعددة الوسائط المتوقعة لأربعة من أصل خمسة روائح، وهي الليمون والكراميل والكرز والقهوة”.
وتابع: “يشير هذا التعويض الزائد إلى أن دور الارتباطات متعددة الوسائط في معالجة المدخلات الحسية قوي بما يكفي للتأثير على كيفية إدراكنا للمعلومات من الحواس المختلفة، هنا بين الروائح والألوان”.
ويشير الموقع الطبي إلى أن وارد وزملاؤه اكتشفوا وجود قوة الارتباط بين الرائحة واللون لدى 24 امرأة ورجلا بالغا تتراوح أعمارهم بين 20 و57 عاما.
وقال الموقع إن المشاركين كانوا يجلسون أمام الشاشة في غرفة خالية من المحفزات الحسية غير المرغوب فيها طوال مدة التجارب، ولم يستخدموا مزيلات العرق أو العطور، ولم يُبلغ أي منهم عن إصابته بعمى الألوان أو ضعف حاسة الشم.
كما تم تطهير جميع الروائح المحيطة في غرفة العزل بجهاز تنقية الهواء لمدة أربع دقائق، ثم تم بث واحدة من ست روائح (تم اختيارها عشوائيا من الكراميل، والكرز، والقهوة، والليمون، والنعناع، إضافة إلى الماء عديم الرائحة كعنصر تحكم)، إلى الغرفة باستخدام ناشر بالموجات فوق الصوتية لمدة خمس دقائق.
وقال الموقع الطبي نقلا عن القائمين على الدراسة، إنه عرُضت على المشاركين شاشة أظهرت لهم مربعا مملوءا بلون عشوائي (من نطاق لا نهائي)، وتمت دعوتهم إلى ضبط شريطي التمرير يدويا – أحدهما للأصفر إلى الأزرق، والآخر للأخضر إلى الأحمر – لتغيير لونه إلى محايد رمادي.
وبعد تسجيل الاختيار النهائي، تم تكرار الإجراء، حتى تم تقديم جميع الروائح خمس مرات.
وأظهرت نتائج الدراسة أن المشاركين لديهم ميل ضعيف ولكن مهم لضبط أحد شريطي التمرير أو كليهما بعيدا عن اللون الرمادي المحايد.
وأشارت إلى أنه -على سبيل المثال- عند عرض رائحة القهوة عليهم، ظنوا بشكل خاطئ أن اللون الرمادي هو لون بني محمر أكثر من اللون الرمادي المحايد الحقيقي.
اقرأ أيضا: ألمانيا.. افتتاح أكبر معرض للصناعات الغذائية في العالم
وبالمثل، عندما تعرضوا لرائحة الكراميل، فهموا خطأً اللون المخصب باللون الأزرق على أنه رمادي، وبالتالي فإن وجود الرائحة شوَّه إدراك المشاركين للألوان بطريقة يمكن التنبؤ بها.
وكان الاستثناء عندما تم تقديم رائحة النعناع، فكان اختيار المشاركين للون مختلفا عن الارتباط النموذجي الموضح للروائح الأخرى.
وكما هو متوقع، فإن اختيار المشاركين توافق أيضا مع اللون الرمادي الحقيقي عند تقديمه مع رائحة الماء المحايدة.