أخبار العرب في أوربا – فرنسا
بعدما فازت ثانوية “ابن رشد” الإسلامية في بمدينة ليل شمال فرنسا، بجائزة أفضل ثانوية في البلاد عام 2013، تجد نفسها مُهددة بإنقطاع التمويل الحكومي بحجة “انعدام الثقة”.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام فرنسية، اليوم السبت، فإنه في خضم الجدل الذي تعيشه فرنسا حول الحجاب والرموز الدينية في المدارس الحكومية، تجد ثانوية “ابن رشد” نفسها وسط صراع مع محافظ منطقة الشمال الفرنسي.
ووفقا لوكالة “فرانس برس” فإن محافظة المنطقة دعا في بلاغ له إلى فسخ العقد الذي يربط المؤسسة بالدولة، وبالتالي حجب كل التمويلات التي تتلقها المدرسة والتي تسمح بتسديد أجور المعلمين وتمول جزءا من تكاليفها العامة.
وقالت الوكالة إن المحافظة عبر عن رغبته في فسخ عقد المؤسسة مع الدولة، ثم أحال القضية إلى اللجنة الاستشارية الأكاديمية التي اجتمعت يوم الاثنين الماضي.
وجاء في الطلب الذي أحاله محافظ منطقة الشمال الفرنسي إلى اللجنة الاستشارية الأكاديمية، استنكاره لبعض المناهج الدراسية وبالخصوص المراجع التي يعتمد عليها الأساتذة من أجل تدريس مواد التربية الدينية.
ويقول المحافظ بحسب “فرانس برس” إن بعض المراجع من بينها ما يشير إلى الحكم الديني الذي يُلزم تطبيق الإعدام على من قرر الردة عن الإسلام.
على الرغم أنه سبق لدائرة التفتيش العامة للتربية الوطنية أن صرحت بأن ممارسات التدريس في ثانوية “ابن رشد” تتماشى مع قيم الجمهورية.
فرانس برس أشارت إلى أنه بحسب المعلومات التي حصلت عليها، فقد أصدرت اللجنة رأيا سلبيا بشأن الحفاظ على التمويل وبالتالي قررت إنهاء العقد.
ورغم ذلك، فإن القرار الأخير يرجع لعمدة مدينة ليل، و الذي يتوقع أن يعلن عنه “في الأيام المقبلة”
ومؤسسة “ابن رشد” تعمل بترخيص من طرف وزارة التعليم الفرنسية منذ إنشائها عام 2003، لكنها مهددة الآن بفسخ عقدها مع الدولة ومن ثم انقطاع التمويل بصفة نهائي.
علما أنها لم تتلقى دعما منذ عام 2019، حين رفضت المنطقة الإدارية “وت دو فرانس” دفع الدعم المنصوص عليه بموجب العقد تحت حجة تبرع قطري لمبلغ 950 ألف يورو حصلت عليه المدرسة عام 2014.
وثانوية “ابن رشد” تحظى برمزية خاصة لدى الجالية العربية والمسلمة في فرنسا، لاسيما أنها تعد أول مؤسسة إسلامية تعاقدت مع الدولة الفرنسية.
كذلك، ذاع صيتها بين التلاميذ وأولياء أمورهم نتيجة جودة تعليمها، حيث تسجل سنويا متوسط نجاح يناهز 100% في اختبارات الثانوية العامة (البكالوريا)، وهو ما يجعلها في مقدمة المدارس الثانوية بهذا المعدل على مستوى فرنسا.
لكن اليوم، تتعرض كل المؤسسات الإسلامية في فرنسا لانتقادات وهجمات منظمة، تأتي من كل الجهات، ليس فقط من اليمين المتطرف، ولا اليمين التقليدي، بل حتى من اليسار.
اقرأ أيضا: البرلمان الفرنسي يُعيد للمهاجرين غير الشرعيين الحق في الرعاية الطبية
جدير بالذكر أن ثانوية “ابن رشد” تُدرس المنهج العادي في فرنسا، بالإضافة إلى مادة اختيارية لدراسة الإسلام.
ورغم أن الاتهامات التي وجهت للمؤسسة، بأن أحد الكتب يشير إلى عقوبة الإعدام في حالة الردة، و الفصل بين الجنسين، وهو ما يخالف قيم الجمهورية الفرنسية، لكن المدرسين والطلاب يؤكدون أن الكتاب المذكور غير موجود في المنهج.