”نوران الخضر” مسيرة توفق من بلدة “الموحسن” إلى مقاطعة “بافاريا” الألمانية
”نوران طالبة خلوقة محترمة ودودة، لطيفة جدا في معاملتها مع الآخرين، نوران طالبة صبورة بالرغم أنها واجهت صعوبات ومتاعب في دراستها، لكنها تقدمت في تعلم اللغة الألمانية بشكل ممتاز، لديها الفضول بالمشاركة في جميع دروسها، فهي تقوم دائما بكتابة واجباتها المنزلية بترتيب وانتظام”.
هذا ما كتبته معلم الطالبة نوران الخضر “هيرهايز انشتاين Günther Heißenstein”، على جلاءها المدرسي بعد أن تغلبت الطالبة السورية “نوران الخضر” على ظروف الحرب ووطأة التهجير واللجوء اللذين عاشتهما طوال السنوات الماضية، وحصلت على المرتبة الأولى في الصف العاشر في مدرستها بمدينة “هاسفورت” التابعة لمقاطعة “بافاريا” الألمانية بمعدل وقدره 1،8، وهو معدل ممتاز حسب تقييم إدارة المدرسة.
من على منصة التكريم ألقت نوران كلمة عبرت من خلالها عن معاناة جميع السوريين في الحرب والوصول إلى ألمانيا لمتابعة دراستهم، طالبةً من الحكومة الألمانية والشعب الألماني منح الفرصة للأطفال السوريين لمتابعة حياتهم ودراستهم بدون تمييز وعنصرية ومتمنية بأن لا يحصل لأي طفل في العالم ما حصل لأطفال في سوريا.
وحثت الطالبة “نوران” في كلمتها جميع الطلاب السوريين على المثابرة والاجتهاد لكي يثبتوا للعالم بأنهم شعبٌ يُفتخر به أينما حلوا.
ولدت “نوران” في مدينة “موحسن” بريف دير الزور الشرقي عام 2002، ولكون والدها كان عسكرياً متطوعاً في مشفى ”تشرين” العسكري اضطرت للانتقال إلى دمشق ودرست في مدرسة “الفضيلة والعلم” الابتدائية في حي دويلعة -جنوب دمشق- وانتقلت بعدها إلى سكن ملحق بالمشفى، والحقت هناك بمدرسة “أحمد شفيق السادات” كما يروي والدها “أنس الخضر” الذي انشق عن المشفى سيئ الصيت في نيسان ابريل/ 2012، وعاد مع عائلته إلى مدينة “موحسن”، وبقي فيها لمدة سنة ـ كما يقول- قبل أن يخرج إلى تركيا، وهناك بقي سنتين درست “نوران” خلالهما الصف السابع، إضافة إلى حفظها لأجزاء عدة من القرآن الكريم ومنا جزء “عم” و”تبارك”، وجزء من سورة “البقرة”.
في عام 2015 خرجت “نوران” مع عائلتها بحراً باتجاه ألمانيا واستمرت الرحلة التي كانت محفوفة بالمصاعب والمخاطر مدة شهر بعد أن مروا باليونان ومقدونيا وصربيا وهنغاريا والنمسا إلى أن وصلوا إلى ألمانيا بتاريخ 22/7 / 2015 .
واضطرت “نوران” التي لم تكن قد أكملت 13 من عمرها آنذاك أن تبدأ من جديد وتعيد الصف السابع لتقوية اللغة الألمانية وأثبتت تفوقاً على أقرانها مما دعا أساتذتها إلى نصحه بنقلها إلى مدرسة في المدينة، وتم إدخالها فعلاً في مدرسة بمدينة ”هاسفورت” ليتم نقلها بعد ذلك إلى مدرسة “الكومناسيوم” -مدرسة المتفوقين- حيث حصلت على شهادة التفوق 1،8..