تقاريرثقافة وفنون

‏”أحمد جاسم الحسين”.. مدير مؤسسة “هارموني ” و”البيت السوري” رؤية جديدة للوجود السوري في هولندا‎ ‎

إبراهيم نمر: هولندا‎ ‎
ترك وراءه منزله الصغير في “معضمية الشام” بعد ان اصبح لزاماً عليه الخروج من سوريا، كانت وجهته هولندا في العام 2014، ‏حيث زاول مهنته كباحث متفرغ في جامعة‎ ULP ‎في بروكسل 2017- 2018، وكذلك مديرا لمؤسسة هارموني للثقافة ‏واللغات والاندماج في هولندا (برنامج الحكومة الهولندية للاندماج)، وكذلك مستشارا لمنظمة‎ war child- ‎أمستردام ‏حول برامج اللغة العربية إضافة إلى ترؤسه مجلس إدارة البيت السوري في هولندا2018-2019.‏
كما يشغل أحمد جاسم الحسين، عضو مركز جامعة لايدن لدراسة الإسلام والمجتمع- كلية العلوم الإنسانية – جامعة ‏لايدن- هولندا، وكذلك مدرب للغة العربية واللهجات السورية في معهد تأهيل المترجمين الهولنديين‎ – KTV
عرب أوروبا التقى “أحمد جاسم الحسين” الذي تحدث عن دور مدرسة ومؤسسة “هارموني” في التواصل والحوار ومد ‏الجسور مع الآخر قائلا: “يَعُدُّ “هارموني” الحوار بين المجتمعات والحضارات والأفراد طريقاً رئيسياً للوصول إلى ‏مزيد من القيم الإنسانية النبيلة، منطلقاً من الجذر اللغوي لهذه الكلمة العالمية (هارموني)، التي تدل على أهمية الانسجام ‏بين أعضاء الفريق الواحد في الموسيقا، وكذلك أهمية “الهارموني” في اللغة لتوصيل الدلالة للآخر‎.‎


يضيف “الحسين”: إنَّ تعلم اللغات أحد أنواع الحوار والتواصل بين البشر، ومن المؤكَّد أنَّ كل القادمين نحو المجتمعات ‏الجديدة، أو الذاهبين إليها، يحملون معهم تجارب شعوب وحضارات، كلما اتصلت ببعضها، تنمو أواصر التلاقي بينها ‏وتتفاهم أكثر، وكلما انغلقت على نفسها، ولم تسعَ نحو لغة مشتركة و”هارموني” يقرّب بينها تباعدت أكثر وتولّدت ‏الكراهية، مما سيترك أثراً سلبياً على مسيرة الحضارة البشرية، ويقود إلى العداوة‎.‎‏ مؤكدا أن مركز “هارموني” جسر ‏لتعليم اللغة الهولندية وغيرها من اللغات العالمية (الإنكليزية والعربية والفرنسية والإسبانية…)، لكنه لا يقف عند هذه ‏الخطوة، يريد أن تستمر العلاقة مع من يدخل إليه، بحيث يكون “هارموني” إلى جانبه في مختلف خطواته في هولندا، أو ‏أثناء سفره نحو العالم عبر لغاته وثقافته، وذلك عبر أنشطتنا الثقافية والموسيقية، لأننا، باختصار، نحاول أن نكون جزءاً ‏من (هارموني) حياة المشاركين معنا‎.‎
تعليم اللغات والإشراف على المناهج هو العمل الأساسي لـ “هارموني كما يقول “الحسين”: “حيث نحاول أن ننقل ‏تجربتنا في التعليم، وتعلم اللغة الهولندية أو العربية أو إحدى اللغات العالمية إلى أعضاء فريق “هارموني” مباشرة دون ‏وسيط‎.‎‏” مشيرا إلى أن “التجربة تقول: إن تعلم اللغة ليس تعلم المهارات الأساسية: الكتابة والقراءة والاستماع والتحدث ‏فحسب، بل كذلك طريقة النطق والنبر وإيقاع الجملة، لأن طريقة الحديث ومخارج الكلمات جزء من توصيل المعنى”‏‎.‎


وعن سبب اختيار مدينة “اوترخت” الهولندية كمركز انطلاق، أوضح “الحسين”: “حين قررنا أن يكون مقر “هارموني” ‏في “أوترخت” فلأننا ندرك أهمية التنوع الذي تعيشه هذه المدينة، وكيف أنها عبر الهارموني الموجود فيها استطاعت أن ‏تنتج شيئاً مختلفاً ومتميزاً، يجعل موقعها في منتصف هولندا عامل إثراء لها، لتعطي خير مثال عن “هولندا”، البلد الذي ‏يُضرب به المثل في الحرية والتعايش والتنوع والأمان”‏‎.‎
وتابع: “نحاول أن نقدِّم لمن يدخل عالم “هارموني” مثالاً مقنعاً عن الأثر الإيجابي للخلفية الثقافية السورية وكذلك خبراتنا ‏في المجتمع السوري والعربي، وكيف يمكن أن تكون تجربة الإنسان في مجتمعه القديم، والحضارة التي ينتمي إليها ‏عامل إغناء وإضافة للمجتمع الجديد، عبر إيجاد لغة مشتركة، والنظر إلى المستقبل بعيون واثقة‎.‎
وعن أنشطة أنشطة البيت السوري يقول “الحسين”: “تقومُ بأنشطة متنوّعة تشملُ السوريّين في عموم هولندا، لكنّها تركّز ‏في المرحلة الأولى على السوريين في منطقة (البولنستريك وهارلم ولايدن وما حولها) عبر تعاضد الأيادي السورية ‏والهولندية، الجاليةُ السوريةُ في هولندا (القادمون الجدد والقدامى) هي المجموعةُ المستهدفة لمنظمة البيت السوري ‏لتكونَ جزءاً فاعلاً في المجتمع الهولندي، دون أن تفقدَ خصوصيّتها وبُعدها الحضاري بحيث تكون جذورها عامل قوة ‏في المجتمع الجديد، وليس عامل انفصال، وبذلك تستطيع أن تترك الأثر الذي يليق بها، وفي الوقت نفسه يمكنها أن تحافظ ‏على ما تشاء من خصوصيات راقية، دون الاصطدام مع قيم المجتمع الجديد، لأن أحد أهداف المنظمة تعضيد الحياة ‏الآمنة والمستقرة والحرّة في المجتمع الجديد، ومحاولة جعل الأرضيّة الثقافيّة السوريّة عاملَ إثراء للمجتمع الهولندي
وتحاول منظمة البيت السوري في هولندا بحسب “الحسين” أنْ تكونَ بيتأ لأفكار الجالية السورية في هولندا وتشجيع ‏الإبداعات، والعمل المشترك، وتبادل المعلومات بين أبنائها، مع المساعدة في إيجاد الحلول لما تمرّ به الجالية السورية ‏من متغيرات في حياتها الجديدة، إضافة إلى السعي لفهم عميق لحركة المجتمع الهولندي وعاداته وتقاليده وأنماط ‏شخصياته، وكيف يمكن أن تكون عاداتُ كلا المجتمعين السوري والهولندي في حالة تواؤم وتكامل وتعاضد


كما تسعى المنظمة إلى إجراء الدراسات والأبحاث حول الجالية السورية بهدف التعرف إلى مشاكل اندماجها، وخياراتها ‏في حياتها الجديدة، ورصد منجزاتها، ومساعدة أبنائها، وبذلك تكون المنظمة، بجانب الجالية خطوة خطوة في ممارسة ‏حياتها الجديدة، وإقامة أنشطتها ومناسباتها، لتكون جزءاً فاعلاً ومتميزاً من المجتمع الهولندي. ومن خلال فريق عمل ‏البيت السوري والمتطوعين، والشركاء، والبلديات والمنظمات المعنية ينظم البيت السوري ورشات العمل ‏والمحاضرات واللقاءات والأنشطة الدورية التي تركز على ستة مجالات رئيسية هي: كيفية الحصول على فرصة عمل، ‏أو الدخول إلى سوق العمل، أو البدء بمشروعك الخاص، وكيفية تنظيم أوقات الفراغ والعطل لك ولأطفالك، وتنظيم ‏الأنشطة الترفيهية، إضافة إلى المساعدة في تنظيم الحفلات الخاصة بالأعياد والمناسبات، والمساعدة في إيجاد الحلول ‏التي يمر بها أبناء الجالية في مختلف المجالات الاجتماعية والقانونية والنفسية والعائلية، بالإضافة تبادل المعرفة ‏والخبرات والمعلومات بين أفراد الجالية والتعمق في معرفة المجتمع الجديد، وإنجاز الأبحاث والدراسات والإحصاءات ‏المتعلقة بأحوال الجالية السورية في هولندا، كما تعنى بمساعدة الأطفال والشباب والأهالي في بناء مستقبل ملائم لهم في ‏هولندا وتنظيم الأنشطة الخاصة بالأطفال والشباب.‏

‎ ‎وحول طريقة عمل منظمة البيت السوري في هولندا يقول “احمد جاسم الحسين”: ‏‎”‎تتكئ رؤية تأسيس البيت السوري ‏في هولندا وفلسفته على الإيمان بروح عمل الفريق، والتشارك في القرار، الذي سيتمثل في المنظمة عبر عدد من ‏اللجان، التي يشرف على عملها منسقون يفعّلون خططها، ويساعدون في إنجاز أنشطتها من خلال عدد من المسارات ‏واللجان وهي:‏
لجنة فرص العمل وكيفية البدء بمشروعك الخاص
لجنة الحفلات الثقافية والأنشطة الترفيهية وإدارة أيام العطل والمناسبات
لجنة تعميق المعرفة وتبادلها وتعميق الاندماج مع الآخر
لجنة الشباب والأطفال والتعرف إلى ما يشغلهم وتنظيم أنشطة خاصة بهم
لجنة الأبحاث والمعلومات والإحصاءات‎ ‎
لجنة الاستشارات الاجمتاعية والنفسية والفكرية والتربوية
‎ ‎وتنبثق تلك الرؤية من كون منظمة البيت السوري في هولندا أولاً جسراً بين الأشخاص المقيمين في هولندا من خلفية ‏سورية لمساعدة كل منهم الآخر، إضافة إلى مدّ الأيادي للأشخاص والمنظمات التي يعنيها العيش المشترك، والعلاقات ‏الحسنة، والتعاضد، والحرية وعدم التفرقة، والتكافل الاجتماعي، وحقوق الإنسان والحوار بين الثقافات، بحيث تستطيع ‏الجالية السورية توظيف خصوصيتها الحضارية لتكون عامل إضافة للمجتمع المضيف، وتكون عاملاً فاعلاً فيه، وليس ‏عاملاً هامشياً أو مهمَلاً، وفي الوقت نفسه من واجب تلك الجالية احترام خيارات الآخر، والمحافظة على المتميز ‏والإنساني الذي يمثل خصوصيتها، اعتماداً على الموروث الثقافي والمعرفي والحضاري للشخصية السورية، والكلام ‏للدكتور الحسين.‏
ويختم بالقول: مدرسة هارموني والبيت السوري يهدفان الى تعزيز أواصر اللغة والتواصل بين السوريين ومن ثم ‏التواصل والحوار ومد الايادي لكل الأفراد والمنظمات من اجل العمل المشترك لكل ما هو يخدم حقوق الانسان مع ‏الاعتراف بها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى