اقتصاد واعمالتقارير

“نوتيلي”.. روح دمشقية عربية وسط شوارع مالمو السويدية


أحمد سلوم : السويد
تنتشر في معظم المدن السويدية المطاعم والمحال العربية التي تشهد إقبالاً كبيراً عليها من الجالية العربية ومن السويديين ‏أيضاً الذين أحبوا الطعام والمأكولات العربية بكل أشكالها وأنواعها‎.‎
في مدينة مالمو التي تعتبر ثالث أكبر المدن السويدية تنتشر المطاعم العربية مثل مطاعم الشاوروما والطبخ العربي، في ‏المدينة التي تعد من أكبر المدن التي تضم الجالية‎.‎
تلك المطاعم التي أسمائها غالباً بأسماء الأوطان التي جاء منها أصحابها تعتبر أيضا ملتقى للمهاجرين لاسترجاع ‏ذكرياتهم التي مرت عليها سنون طوال‎.‎


ومن بين تلك المحال “نوتيلي” الذي قام على مبدأ محل الإمبراطور الواقع في العاصمة السورية دمشق حيث يقدم ‏العصائر وسلطات الفواكه والكوكتيلات ولكن بنكهة عربية أصيلة، فغالبية رواده حينما يتذوقون ما يقدمه يعودون ‏بذاكرتهم إلى أيامهم بدمشق‎.‎
وفي لقاء مع صاحب محل “نوتيلي” محمد الديك المهاجر الذي وصل للسويد قبل نحو خمس سنوات يقول لـ” Arabs in Europe”: “عندما قررت فتح ‏هذا المحل جاء بخاطري أن غالبيتنا ممن يشعرون بالحنين لماضيهم ولأعيد للبعض شيء من أحاسيسه ومشاعره ‏وذكرياته ونجعل له تواصل عبر الذاكرة مع وطنه والعادات والتقاليد التي فقدها‎”.‎
يتابع “الديك” حديثه بالقول ” لم أشأ أن أكون عبء على الدولة السويدية وحاولت كمواكن سوري أن يكون لدي دور في ‏عكس ثقافتنا للمجتمع الغربي ومن المعروف أن الطعام له دور كبير في تشكيل الحضارات وصياغة هويتها وتنظيم ‏مجتمعاتها، إضافةً لكونه سلاحًا من أسلحة قوتها وتطورها وثباتها, فقد كان للطعام وإنتاجه التأثيرات على البشرية ككل ‏وعلى تطور الانسان والمجتمعات البشرية التي تتميّز عن غيرها وتصنع حاضرها ومستقبلها وتاريخها‎”.‎


‏”الديك” يرى أن الطعام يشكل ويعبر عن ثقافة المجتمع التي تعتبر جزءً أساسيًّا من هوية أفراده ومرآةً تعكس تاريخه ‏الممتد إلى آلاف السنين‎.‎
ويشير إلى أن دور الطعام بات أكثر وضوحا بالزيادة الكبيرة للمهاجرين العرب إلى أوروبا عامة والسويد خاصة فهذا ‏الشيء جعلنا أكثر احتكاكا مع الشعوب الأوروبية التي اكتشفنا مدى تنوع حضاراتها من خلال طبق واحد من الطعام أو ‏كأس من الشراب على سبيل المثال، لذلك أحاول جاهداً أن يكون لدي دور في نقل جزء من ثقافتنا للسويد وللشعب ‏السويدي, عن طريق ما نقدمه في محلنا ذو النكهة العربية‎.‎
ويضيف “الديك” :” كما كان للشعوب التي سبقتنا دور كبير في نقل ثقافتهم إلينا علينا نحن أيضا أن نحاول نقل ما تعلمناه ‏للعالم أجمع فالطعام جزء لا يتجزأ من الثقافة التي من الممكن أن تضيع الكثير من معالمها جراء الكوارث ولكن للطعام ‏ميزة البقاء كون الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدونه‎”.‎

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى