أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
توفي فيلسوف العمارة العراقية المعماري والمصور “رفعت الجادرجي” 93 عاماً في بريطانيا، بعد إصابته بفيروس “كورونا الجديد” .
اشتهر المعماري والمصور “الجادرجي” بتصميم بعض المباني الأكثر شهرة في العراق، بما في ذلك المشاركة في تصميم “نصب الحرية” العريق الذي صار رمزاً في وسط العاصمة وسمّيت ساحته باسمه، وصارت مركزا للاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة.
وقالت الباحثة الفرنسية في فن العمارة الحديثة “سيسيليا بييري”: إنه “كان أحد عمالقة العراق في القرن العشرين”.
ومن بين أعماله نصب الجندي المجهول الذي تعود فكرة إقامته إلى العام 1958 عندما كلف الجادرجي بإقامة نصبين. وهما “نصب الحرية” الذي نفذه الراحل جواد سليم، والثاني “نصب الجندي المجهول” .
ولد “رفعت الجادرجي “في بغداد 1926 لاسرة عراقية عريقة حيث عرف والده “كامل الجاردجي” واحدا من اشهر الصحافيين في ثلاثينيات القرن الماضي وعمل في مكتب استشاري للعمارة أنشأه بعد عودته من انكلترا في العام 1951 وتابع فيه عمله حتى العام 1977.
وانصب اهتمام المعماري “رفعت” على ايجاد اسلوب مناسب لعمارة عربية ممزوجة بالتراث مستفيدا في الوقت نفسه من اسلوب العمارة الحديثة مثلما تظهر المباني التي قام بتصميمها، وأكمل دراسته في مدرسة “هامر سميث للحرف والفنون” البريطانية وواجه بعد عودته الى بغداد تحديا مع تقاليد المجتمع البغدادي القديم عندما كانت مثل هذه الحرف تعدّ بأنها لا تخرج عن اطار حرفة البناء او “المعمرجي”.
وأولى اهتماما استثنائيا للمواقع المعمارية للمباني التي صممها في شارع الرشيد التي اعتمد فيها على “الشناشيل” او النوافذ الخشبية المزركشة، والتيجان والاقواس الظاهرة في المباني المطلة على الشارع والمقرنصات الحديدية والخشبية البارزة من تلك المباني التي اندثر بعض منها بسبب التحديث وبقي البعض الاخر وهو قليل جدا محافظا على شكله.
اقرأ أيضاً: وفاة رئيس الجالية الإسلامية في إسبانيا بسبب كورونا
اعتقل المعماري “الجادرجي” في العام عام 1977 وبقي في سجن أبي غريب لمدة 20 شهرا قبل ان يطلق سراحه بطريقة مؤثرة، فعندما كان العراق يستعد لاستضافة مؤتمر عدم الانحياز طلب الرئيس “صدام حسين” حينها مقابلة أشهر المعماريين لتكليفه باعادة التنظيم العمراني لبعض الأماكن في بغداد. وأخبر بوجود أشهر المعماريين في السجن فأمر باطلاق سراح الجادرجي ليتفرغ للمهمة.
غادر “الجادرجي” في ثمانينيات القرن الماضي إلى بيروت، خلال حربي الخليج الأولى والثانية، وثم الحصار والغزو الأميركي في العام 2003.
أنجز “الجادرجي” عشرات المشاريع في العاصمة بغداد، بما في ذلك مبنى دائرة البريد والاتصالات في منطقة السنك في قلب العاصمة التي تقع على ضفة نهر دجلة من جانب الرصافة، وكذلك مبنى اتحاد الصناعات العراقي.
للمعماري المصور العراقي “رفعت الجادرجي” مؤلفات في العمارة أبرزها “الاخيضر والقصر البلوري” و”شارع طه وهامر سميث” و”حوار في بنيوية الفن والعمارة” و”جدار بين ظلمتين” الذي أرخ فيه للشهور العشرين التي أمضاها في سجن أبو غريب.