أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أثار موقف حزب “فرنسا المتمردة” اليساري الراديكالي من هجوم حركة” حماس” الفلسطينية على إسرائيل يوم السبت الماضي، جدلا وانتقادات واسعة في فرنسا.
هذه الانتقادات لأحد أبرز الأحزاب المعارضة في فرنسا، جاء على خلفية موقفه من هجمات “حماس” على إسرائيل، والذي رأت فيه رئيسة وزراء فرنسا إليزابيت بورن “شكلا من أشكال معاداة السامية”.
ونددت بورن بـ”الغموض المقزّز” للحزب الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية عام 2022، والذي وازى بين أفعال حماس وسياسات الحكومة الإسرائيلية.
وقالت بورن خلال مشاركتها في منتدى لحزب “النهضة” الرئاسي في مدينة بوردو إن “معاداة الصهيونية” في حزب فرنسا المتمردة “هي أيضا وسيلة لإخفاء معاداة السامية”.
وكان الحزب حمل سياسات إسرائيل المسؤولية عن هجوم حماس، عندما قال السبت إن “الهجوم المسلح لقوات فلسطينية بقيادة حماس يأتي في سياق تكثيف سياسة الاحتلال الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”.
كما كتب زعيم الحزب “جان لوك ميلانشون” على موقع إكس السبت:”كل أعمال العنف التي أُطلق لها العنان ضد إسرائيل وفي غزة تثبت أمرا واحدا فقط، وهو أن العنف لا ينتج ولا يعيد سوى إنتاج نفسه”.
ودعا ميلانشون لوقف إطلاق النار، وطالب فرنسا بالعمل على ذلك بكل قوتها السياسية والدبلوماسية، مضيفا بأن “على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن، وإن السبيل لذلك هو حل الدولتين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة”.
وأثارت تصريحات رئيسة الوزراء حفيظة قادة الحزب اليساري، إذ وصفها منسّق “فرنسا المتمرّدة” مانويل بومبار بأنها “دنيئة”.
بينما قال ميلانشون “عبّرتُ عن الموقف الثابت لبلدنا منذ عهد (الجنرال شارل) ديغول” الرئيس الفرنسي الأسبق.
وأضاف:“الموافقة على المجزرة المستمرة عار على بورن. فرنسا لا تتحدّث على هذا النحو!”، في إشارة على ما يبدو إلى عمليات إسرائيلية انتقامية، متّهما رئيسة الوزراء بـ”الحشد” لصالح “وجهة نظر أجنبية”.
والجدل حول الشرق الأوسط يفتح جبهة جديدة في أزمة لا نهاية لها يمر بها تحالف الأحزاب اليسارية، الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد.
فالاتحاد يشهد انقسامات حول الانتخابات الأوروبية المقرّرة في يونيو/حزيران 2024، لكنه يطمح لخوض الاستحقاق الرئاسي للعام 2027 بمرشح أوحد.
اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي يتراجع عن قرار تعليق المساعدادت للفلسطينيين
ونقل عن النائب الاشتراكي جيروم غيدج، قوله، إن“أي موقف لا يدين على الفور وبوضوح” حركة حماس الفلسطينية “يثير اشمئزازي”.
من جانبها، اعتبرت النائبة الاشتراكية فاليري رابو أن “توصيف بعض اليساريين حماس بأنها قوات مسلحة فلسطينية يثير اشمئزازي. إن حماس منظمة إرهابية”.
ويعد النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني أحد أكثر الملفات الشائكة للدبلوماسية الفرنسية، وهو من اختصاص رئيس الجمهورية.