أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
لليوم الثاني على التوالي وقعت مواجهات بين الشرطة وشباب غاضبين نتيجة مثتل الفتى نائل وهو من أصول جزائرية على يد شرطي.
وتجددت أعمال عنف، قبيل منتصف ليل الأربعاء الخميس، في ضاحية نانتير قرب العاصمة الفرنسية، باريس.
وكان “نائل” البالغ من العمر 17 عاما يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر الثلاثاء، عندما أوقفه شرطيان بعد تجاوزه نقطة تفتيش، قبل أن يطلق أحدهما النار عليه، كما أظهر مقطع فيديو متداول.
المحتجون عمدوا إلى تحطيم محطات انتظار ركاب الباصات، كما أطلقوا المفرقعات شديدة الانفجار على الشرطة، وأحرقوا سيارات عدة فيما استقدمت الشرطة تعزيزات في محاولة لوضع حد للتوتر.
وكانت مدن آخرى مثل تولوز وليون قد شهدت بدورها أعمال عنف وغضب من شبان احتجاجا على مقتل الشاب نائل.
في هذا السياق، أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان فتح تحقيق في الحادث واستجواب أفراد الشرطة، واحتجاز الشرطي المتهم بإطلاق النار على السائق بتهمة القتل. ووصف الحادث بأنه “صادم جدا”.
وقال ياسين بوزرو محامي أسرة القتيل للإعلام الفرنسي، إنه يجب انتظار نتيجة التحقيق، “لكن الصور تظهر بوضوح الشرطي وهو يقتل شابا بشكل متعمد وبلا مبالاة.”
واتهمت الأسرة الشرطة بــ” الكذب” لأنها زعمت في البداية أن السيارة حاولت دهس أفراد الشرطة.
وكانت والدة الشاب القتيل قد دعت لتنفيذ مسيرة سلمية، اعتبارا من ظهر يوم الخميس، وناشدت الجميع عدم استخدام العنف.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 18 شخصا، من بينهم 11 شخصا في نانتير وحدها.
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون كان قد أعرب أمس الأربعاء، عن “تأثره”، غداة مقتل مراهق على يد شرطي، فيما دعت الحكومة إلى “الهدوء”، بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة في ضواحي باريس.
الناطق باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، نقل عن ماكرون دعوته إلى “الهدوء” بعد اندلاع أعمال شغب في نانتير، حيث كان يقيم الشاب الضحية.
وأظهر مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، رجلي شرطة، وهما يحاولان إيقاف السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها، واصطدمت السيارة لاحقا بجدار جانبي، بعد أن تحركت مسافة قصيرة إلى الأمام.
وحاولت خدمات الإسعاف إنعاش السائق الشاب في موقع الحادث، لكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.
وأبلغ وزير الداخلية درامانان البرلمان، أنه يجري استجواب ضابطي الشرطة، مقرا بأن مقطع الفيديو المنشور “صادم جدا”.
اقرأ أيضا: الشرطة الفرنسية تصادر 40 خروفا كانت معدة للتضحية
وقال إن الشرطيين، اللذين أوقفا السيارة وتتراوح أعمارهما بين 38 و40 عاما، من ذوي الخبرة. كما حض دارمانان الناس على “احترام حزن الأسرة، وقرينة البراءة للشرطة”.
إلى ذلك، اعترف قائد شرطة باريس، لوران نونيز، في مقابلة مع محطة فرنسية أن تصرف الشرطي “يثير تساؤلات”، رغم إشارته إلى أنه ربما شعر بالتهديد.
وقال محامي أسرة القتيل إنه بينما يتعين على جميع الأطراف انتظار نتيجة التحقيق، فإن الصور “أظهرت بوضوح شرطيا يقتل شابا بدم بارد”.
