أخبار العرب في أوروبا – برلين
أقامت بلدية “نويكلن” مساء أمس الاثنين، حفل تأبين لضحايا الهجوم الإرهابي الذي ضرب فرنسا خلال الأيام الماضية، وشارك في التأبين ممثلين عن الجالية الإسلامية، والمسيحية.
“مارتن هيكيل” عمدة مدينة “النويكلن” قال خلال حفل التأبين: “نحن نعيش معًا بسلام هنا، ولسنا بحاجة إلى أي استفزازات من النازيين أو الشعبويين اليمينيين أو أولئك الذين لا يوافقون على الدين، وإن الممارسة السلمية للحرية الدينية هي جزء من إجماعنا الأساسي”.
وأشار عمدة المدينة التي يقطنها غالبية مسلمة إلى أن “الشرطة الألمانية منعت الأسبوع الفائت، ما وصفه بـ”نازي دنماركي” من حرق نسخة من القرآن في شارع (Sonnenallee). مؤكداً أن “تماسكنا أكبر وأقوى من عنف الإرهابيين والعنصريين”.
يذكر أن الشرطة الألمانية “راسموس بالودان” منعت زعيم حزب “سترام كورس” اليميني المتطرف الدنماركي، الثلاثاء الفائت من دخول ألمانيا، وذلك بعد إعلان حزبه نيته لحرق نسخة من القرآن في شارع “الزونين آليه”، أو شارع العرب كما يطلق عليه وسط حي نويكلن، الذي تقطنه أغلبية مسلمة.
إلى جانب ذلك، أدان عمدة مدينة “نويكلن” أي استفزاز يحاول نزع الشرعية عن الممثلين المنتخبين ديمقراطيا أو تحريض الناس ضد بعضهم البعض في المدينة.
وشهدت فرنسا العديد من الهجمات الارهابية بعد أقل من أسبوعين على مقتل المعلم الفرنسي، “صامويل باتي”، الذي عرض أمام تلاميذه كاريكاتيرا مسيئا للنبي محمد”ص”، كانت قد نشرته سابقا صحيفة “شارلي إبدو”.
دعم الامن المجتمعي..
بدوره، دعا رئيس المجلس الأعلى الألماني العربي “نادر خليل” لـأخبار العرب في أوروبا”، الذي شارك في حفل التأبين، المجتمع المدني الألماني والجاليات الأجنبية التي تعيش داخل المانيا نبذ العنف والتطرف والإرهاب، مطالباً النخب السياسية والحكومة الالمانية عدم تبني خطاب التحريض وعدم ازدراء الأديان السماوية.
وأشار “خليل” إلى أن “المجلس قام بمراسلة الجهات المختصة لمنع النازي الدنماركي من دخول شارع العرب في مدينة النويكلن واستفزاز مشاعر المسلمين”. مؤكداً أن “المجلس يعمل من خلال الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني إلى دعم الامن المجتمعي والسلم الأهلي في عموم برلين ولاسيما نويكلن التي تضم أكثر من ١٦٠ مختلف وتتميز بتنوعها وتعدد الثقافات”.
يعتبر حي “نويكولن” في العاصمة الألمانية برلين من المناطق التي استقرت فيها الوفود الأولى من المهاجرين المسلمين، وتتجاوز فيها نسبة السكان من أصول مهاجرة نسبا مرتفعة.
وقال العضو المؤسس في المجلس “حذيفة المشهداني” لـ”أخبار العرب في أوروبا”: إن “المجلس مؤسسة (جامعة شاملة المانية عربية)، ويضم اتحاد الجاليات والجمعيات والمعاهد والمراكز وغالب الفعاليات العربية المسجلة بشكل رسمي في الدوائر الحكومية”. مشيراً إلى أن “المجلس شارك في اجتماعات الحكومة المحلية في برلين ممثلا عن ٣٥ جمعية عربية وألمانيا منذ تأسيسه في شهر اب ٢٠٢٠ “.
تعاون وتكاتف..
وأكد “المشهداني” أنه “في ظل الحملات التحريضية التي تستهدف الإسلام والعرب والخلط بين الإرهاب الذي لا يمثل الإسلام والعمليات التي تضرب أوروبا علينا التركيز على أهمية السلم الأهلي وتوعية الجاليات العربية لتكون بعيدة كل البعد عن الراديكاليين والمتطرفين من كل الجهات ونبذهم، وعدم إعطاء الفرصة لهم لبث الكراهية والتفرقة وإشاعة ثقافة الإرهاب داخل المانيا”.
العضو المؤسس “ المشهداني” أوضح: أن “المجلس يسعى لتوحيد الخطاب العربي بجميع ألوانه وأطيافه، لإحداث نقله نوعية في دعم السلم والأمن المجتمعي ومحاربة ظاهرة التطرف وتجارة المخدرات والسلاح وعالم الجريمة داخل المجتمع العربي والأجنبي”. مشيراً إلى أن ” المؤسسات العربية والاسلامية إلي التكاتف والتعاون ونبذ خطاب الكراهية والتطرف من جميع الجهات”.
ويضم المجلس العربي الأعلى كل من “ببلومانيا العرب” – ملتقى الثقافات والحضارات (17 جمعية عربية وألمانية)، و 74 عضوا من (المثقفين والأطباء والمهندسين والأكاديميين والإعلاميين والفنانين والرسامين من جنسيات مختلفة)، بالاضافة إلى 36 جمعية وهيئة ومنظمة تقدمت بطلبات للمشاركة في الاجتماعات التأسيسي الأولى المقرر انعقاده في شهر آب للعام 2020.