تقاريردول ومدنمجتمع
أخر الأخبار

تراجع موجات اللجوء.. وثلاث دول هي الوجهة الأفضل للاجئين

أخبار العرب في أوروبا – محمد الأسعد

على الرغم من استمرار موجات اللجوء إلى أوروبا، إلا ان الإحصائيات الجديدة الرسمية أظهرت تراجعاً كبيراً في أعداد الواصلين حديثاً إلى القارة الأوروبية، اذ كشفت هيئة الإحصاء الأوروبية، “يوروستات” أن عدد طالبي اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي انخفض خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020 بنسبة 32.6 بالمئة، عن ما كان عليه العام الماضي.

كما أظهرت بيانات الهيئة الأوروبية أن دول الاتحاد الـ 27، تلقت حتى نهاية أيلول الماضي، 309580 طلب لجوء أولي بانتظار البت فيها.

ظروف الطبيعة وأسباب أخرى

تعليقاً على إحصائيات الهيئة الأوروبية، يشير الناشط في مجال خدمة اللاجئين، “محمد كمال الدين” إلى أن تراجع عدد القادمين إلى أوروبا خلال العام الجاري يرتبط بعدة عوامل بعضها طبيعية وبعضها قانونية، مشيراً إلى أن انتشار وباء كورونا وما رافقه من إجراءات، لا سيما خلال الأشهر الأولى من العام كان له دوراً كبيراً في ذلك التراجع.

يذكر أن الدول الأوروبية أغلقت حدودها الداخلية والخارجية خلال الفترة الممتدة من منتصف آذار الماضي وحتى مطلع حزيران الماضي، بعد انتشار الوباء التاجي، وهو ما حد من قدرة التنقل فيما بينها.

ويوضح “كمال الدين” أن الإجراءات المتخذة في العديد من الدول حيال منح إقامات اللجوء، وتشديد شروطها ساهم إلى حد كبير في تراجع نسبة القادمين إلى أوروبا، لافتاً إلى أن الأوضاع تغيرت عن ما كانت عليه بين عامي 2015 و2016، خاصة مع اتباع الحكومات الأوروبية سياسات أكثر صرامة تجاه الترحيل بالنسبة لمن لا يمتلكون فرصاً بالحصول على إقامات.

إلى جانب ذلك، كسبب إضافي لتراجع معدلات اللجوء إلى أوروبا، يتحدث “كمال الدين” عن التأخير الكبير في ملفات لم الشمل خاصة بالنسبة للحاصلين على إقامات الحماية الثانوية، لافتاً إلى أن بعد دول الاتحاد لا تمنح حقوق لم الشمل لحملة تلك الإقامات، فيما تحتاج إلى فترة قد تستمر لسنوات في دولٍ أخرى.

جحيم اليونان والحلم الأوروبي

قساوة ما يعيش اللاجئين في الجزر اليونانية والظروف غير الإنسانية وعدم وجود موعد محدد نهاية تلك الدراما، بحسب ما يقوله الناشط الحقوقي، “معمر البوزياني” كان له دوراً في الحد من الرغبة بخوض تجربة اللجوء إلى أوروبا، لافتاً إلى أنه في ظل الظروف الحالية باتت رحلة اللجوء محصورة بمن ليس لديه ما يخسره أو من لا يملك أي أملٍ في حياة أفضل من حياة المخيمات خارج الاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن مجموعة ناشطين حقوقيين قد أكدوا في رسالة إلى رئيسة الاتحاد الأوروبي بأن اللاجئين على جزيرة موريا اليونانية، “ينالون حقوقاً أقل من حقوق الحيوان في أوروبا”، لا سيما من ناحية الطعام والتعليم والطب والخدمات العامة، مطالبين بضرورة وضع حد لتلك المعاناة.

اقرأ أيضا: مناشدات حقوقية لإنهاء مأساة اللاجئين في اليونان

ويلفت “بوزياني” إلى أن أغلب موجات المهاجرين كانت تصل إلى اليونان، خاصة مع تساهل الحكومة التركية مع موجات المهاجرين غير الشرعيين الراغبين بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي، موضحاً: “بعد إغلاق اليونان للحدود ومأساوية الأوضاع الإنسانية في تلك الجزر، تحول اليونان إلى حجيم يقبع فيه اللاجئ لفترة طويلة قبل أن يصل إلى الجنة الأوروبية، وهي الفترة التي قد تستمر لسنوات في بعض الحالات، وأحيانا قد يصدم طالب اللجوء بعد كل تلك الفترة المأساوية بأن لا فرصة له بالحصول على لجوء في أوروبا”.

في السياق ذاته، يؤكد “بوزياني” أن موجات الهجرة عن طريق سواحل شمال إفريقيا بدورها، شهدت أيضاً، حالة تراجع كبير بفعل تشديد خفر السواحل الإيطالي من رقابته على مياه المتوسط، بالإضافة غلى تأثرها أيضاً بموجة كورونا خلال الأشهر الأولى من العام.

محور اللجوء الأوروبي

رغم تراجع موجة اللجوء إلى أوروبا، إلا أن إحصائية الهيئة تكشف عن وجود ثلاث دولٍ شكلت محور اللجوء الأوروبي، هي ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، والتي حصلت مجتمعة على ثلثي طلبات اللجوء المقدمة في دول الاتحاد الأوروبي، فيما كان أقل عدد من تلك الطلبات في المجر.

وتشير إحصائيات الهيئة الأوروبية إلى أن ألمانيا جاءت في مقدمة الدول من جهة عدد طلبات الجوء المقدمة، بـ 93710 طلباً حتى نهاية تشرين الثاني الماضي، تليها إسبانيا بـ 70655 وفرنسا بـ 58468 طلباً.

من جهته، يربط الخبير في شؤون اللجوء، “محمد عزيزة” تركز النسبة الأكبر من طلبات اللجوء في تلك الدول الثلاثة، بأسباب قانونية وجغرافية، موضحاً: “النسبة الأكبر تختار ألمانيا بسبب سهولة الإجراءات فيها نسبياً وتساهلها من الناحية القانونية مقارنةً مع بقية الدول، خاصة بالنسبة للسوريين والفلسطينيين القادمين من سوريا، بالإضافة إلى أنها تعتبر أفضل الدول الأوروبية من ناحية المساعدات المالية المقدمة للاجئين”.

أما عن فرنسا وإسبانيا، فيشير “عزيزة” إلى انها تعتبر الوجهة المفضلة لدى المهاجرين المغاربية بسبب قربها الجغرافي من السواحل المغربية، بالنسبة لإسبانيا، والتي تبعد عدة كيلومترات قليلة عن سواحل الغرب، بالإضافة إلى عامل اللغة بالنسبة لفرنسا، على اعتبار أن جميع المهاجرين المغاربة يتحدثون الفرنسية بطلاقة، الامر الذي يوفر عليهم مدة زمنية طويلة في عملية تعلم اللغة في حال توجههم إلى دولٍ أوروبية أخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى