أخبار العرب في أوروبا- البوسنة
قامت السلطات البوسنية صباح أمس الأربعاء، بنقل نحو 200 مهاجر، كانوا يقومون في مخيمين عشوائيين في مدينة بيهاتش شمال البلاد، إلى مخيم” سيء الصيت” في مدينة ليبا الحدودية مع كرواتيا.
المخيم المذكور سبق أن تعرض لحريق ضخم أتى على معظم أجزائه نهاية العام الماضي، ويعاني المهاجرون المتواجدون فيه من ظروف معيشية سيئة، فضلا عن نقص كبير في أماكن المبيت والإيواء، وفقا لمنظمات إنسانية.
المنظمات أكدت أن المهاجرين باتوا يعانون الأمرين، خاصة مع قدوم فصل الشتاء وتدني درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة.
وكان المهاجرون قد أقاموا المخيم الأول في مصنع للورق مهجور، أما الثاني فكان في مبنى مهجور ايضا لدار مسنين في وسط بيهاتش.
في السياق، ذكرت صحيفة “فرانشيسكا غريلماير” البوسنية أنه تم نقل المهاجرين بواسطة الحافلات إلى وسط مدينة ليبا، التي تبعد نحو 30 كلم إلى الجنوب من بيهاتش.
ووفقا للصحيفة فإن المهاجرين لن يبقوا في مخيم ليبا لفترة طويلة، فهم غالبا ما “يعودون سيرا على الأقدام إلى بيهاتش بسبب نقص الأماكن”.
كما أن الكثير منهم يعتقدون أن وجودهم في بيهاتش سيؤمن لهم فرصا أوفر لعبور الحدود إلى كرواتيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة.
وخلال الأسابيع الأخيرة شهدت مدينة ليبا درجات حرارة متدنية وصلت إلى ما دون الـ5 تحت الصفر، ما زاد من معاناة المهاجرين هناك.
وقبل عدة أسابيع، أكدت منظمة “أس أو أس بيهاتش” الإنسانية العثور على جثث لأناس قضوا في تلك المنطقة بسبب البرد، يعتقد أنها لمهاجرين.
رغم خطورته.. يواصل المهاجرون عبور ممر البلقان
رغم الحدود شبه المغلقة في كرواتيا وسلوفينيا، يواصل المهاجرون استخدام ممر البلقان بهدف الوصول إلى أوروبا الغربية بطرق غير قانونية.
كذلك لا يزال الطريق الذي يمر من البلقان الأكثر رواجا ممن يرغبون بالوصول إلى غرب القارة برا، لكن خطورة هذا الطريق لا تقل عن ركوب أمواج البحر.
وكانت البوسنة، التي مرت بحرب مدمرة في التسعينيات، تعمل بجد لمكافحة تدفق المهاجرين على أراضيها، كذلك التدابير بشأن ملف الهجرة في البلاد، لكن لم ينجح السياسيون في التوصل لنهج أكثر شمولا للأزمة.ِ
وشهدت البوسنة منذ منتصف 2019 موجات من المهاجرين من آلاف المهاجرين، بهدف الوصول إلى كرواتيا للانتقال إلى دول غرب أوروبا، ويعاني قسم كبير منهم من ظروف حياتية قاسية وغير صحية، وفقا لمنظمات حقوقية.
اقرأ أيضا: منظمة إنسانية تتهم السلطات الفرنسية بـ”انتهاك” حقوق المهاجرين في كاليه
وسبق أن وصفت مفوضة حقوق الإنسان في أوروبا “دونيا ميجاتوفيتش” العام الماضي بـ”العار” إبقاء البوسنة على هذه المخيمات، منددة بـ”أسوأ” مخيمات للمهاجرين في أوروبا.
يشار إلى أنه بحسب تقارير منظمات إنسانية، فإن نحو 10 آلاف لاجئ من آسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، لازالوا عالقين في البوسنة ويعاني قسم كبير منهم من ظروف حياتية قاسية وغير صحية.