تقاريرمجتمع

بعد 3 سنوات من التخطيط.. ألمانيا ترسم خارطة طريق للاندماج في 100 خطوة

 أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا

بعد نحو 3 سنوات من التخطيط والمناقشة، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقادة الدولة والمجتمع المدني في البلاد قبل عدة أيام عن 100 إجراء كجزء من خطة عمل وطنية للاندماج.

جاء ذلك خلال قمة الاندماج الثالثة عشرة يوم الثلاثاء الماضي، وهي آخر قمة اندماج لميركل، قبل أن تنتهي فترة ولايتها هذا الخريف بإجراء الانتخابات البرلمانية الألمانية وتغادر المشهد السياسي.

ووفقا للخطة فإن حصول الشخص الأجنبي على وظيفة كان سابقا يعتبر كافيا للاندماج بنجاح في المجتمع الألماني، لكن الخطة الجديدة تؤكد أن هذا النوع من التفكير في طريقه إلى التلاشي.

وكانت الحكومة الألمانية قد أطلقت خطة العمل الوطنية في عام 2018، وهي تهدف إلى وضع خارطة طريق لاندماج المهاجرين في عشرينيات القرن الحالي.

المشروع كان بمثابة مهمة كبيرة لنحو 300 شريك، يمثلون ولايات ومدن ألمانيا وما يقدر بنحو 75 منظمة من منظمات الهجرة.

في جوهرها، تنقسم الخطة المكونة من 100 نقطة إلى خمس فئات تتراوح من تدابير ما قبل الاندماج مثل تحديد التوقعات قبل هجرة الشخص إلى ألمانيا ووصولا إلى تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال الأنشطة التعليمية والاجتماعية.

الخطة تأتي ضمن مقياس من شأنه إدخال “كشافي الاندماج”، وهو نوع من أنظمة الزمالة للمتدربين. والفكرة هي أن يقوم المتدربون الألمان بتوجيه المتدربين غير الألمان حتى لا يتم إغفال أو نسيان أحد.

تقول ميركل: “يتطلب التماسك الاجتماعي الحقيقي أكثر من مجرد غياب الكراهية والعنف”، موضحة أنه “يتطلب التسامح والانفتاح على بعضنا البعض”.

ولدى حديثها عن كيفية تغيير مفهوم الاندماج خلال فترة وجودها في المنصب، قالت المستشارة ميركل :”لقد تعلمنا أن الاندماج لا يؤثر فقط على بعض المجموعات وإنما يؤثر على المجتمع بأسره”.

مكافحة التمييز

قمة الاندماج التي ترأستها مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج أنيته فيدمان ماوتس، جمعت حوالي 120 شخصا يمثلون الولايات والبلديات الألمانية وكذلك منظمات المجتمع المدني.

خلال مؤتمر صحفي عقب القمة، شددت “ماوتس” على أهمية ضمان استراتيجية اندماج فعالة في أقرب وقت ممكن، وخاصة أثناء تفشي وباء كورونا، لتأمين دور ألمانيا “كدولة هجرة قوية اقتصاديًا وحديثة من أجل المستقبل”.

المفوضة قالت “لقد حققنا الكثير خلال السنوات القليلة الماضية، والآن يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا حتى لا تكون جائحة كورونا انتكاسة لهذه الإنجازات”.

وكان التمييز أحد المحاور الرئيسية لمحادثات قمة الاندماج، وشددت ميركل ومتحدثون آخرون في المؤتمر الصحفي الذي أعقب القمة على أن الهجمات الإرهابية ذات الدوافع العنصرية مثل الهجوم الدموي العنصري في هاناو عام 2020 أو جرائم القتل التي نفذتها منظمة NSU الألمانية اليمينية المتطرفة هي “انتكاسات كبيرة لمحاولات خلق أجواء متكاملة وآمنة في ألمانيا”.

وإلى جانب منع العنف، تدعو خطة العمل أيضا إلى توسيع جهود مكافحة التمييز على سبيل المثال من خلال إنشاء المراكز الاستشارية التي يمكن أن تساعد الأشخاص، الذين تعرضوا مثلا لخطاب الكراهية أو وجدوا أنفسهم مستبعدين من وظائفهم بسبب عرقهم أو دينهم.

كما دعا تقرير صدر قبل القمة إلى توثيق موحد لهذه الحالات من أجل فهم أفضل لكيفية حدوث التمييز.

وقال برنهارد فرانكه، رئيس الوكالة الاتحادية الألمانية لمكافحة التمييز في بيان صحفي: “لا يمكن التخلي عن ضحايا التمييز: يجب أخذ تجاربهم على محمل الجد. ولضمان ذلك، يحتاجون إلى دعم من جهات استشارية متخصصة في مكافحة التمييز”.

ربع سكان ألمانيا من أصول مهاجرة

أهمية تحقيق الاندماج في ألمانيا يأتي لأن نحو 25% من سكان البلاد حاليا ينحدرون من أصول مهاجرة، هذا، إلى جانب حقيقة أن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في معدلات الهجرة بعد الولايات المتحدة، حقيقتان تشيران إلى جانب آخر من جوانب الاندماج ألا وهو أن الاندماج لا يقف عند حدود أزمة اللاجئين.

وبفضل الاقتصاد الألماني القوي، شهدت ألمانيا ارتفاعا في استقبال مهاجرين من فئة العمال المهرة، الذين ينحدرون من عدد من البلدان. وأسهمت دول الاتحاد الأوروبي في أكبر ارتفاع للمهاجرين في السنوات الأخيرة.

كذلك، فإن ألمانيا استقبلت ما نسبته 60 % من إجمالي المهاجرين الذين قدموا إلى الاتحاد الأوروبي خلال العقد الأخيرة.

وتقول الحكومة الألمانية إن نظام التعليم العالي بألمانيا أيضًا كان نقطة جذب للطلاب الأجانب، حيث كان عدد الطلبة الأجانب المسجلين بالجامعات الألمانية قبل الوباء يزيد عن 400 ألف طالب وطالبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى